لندن - كاتيا حداد
أظهر بحث جديد أن الدلافين من الإناث طورت مهبل معقد يحميهم من تخصيب الشركاء غير المرغوب فيهم، وتم إجراء هذا الاكتشاف عن طريق تضخيم قضيب الدلافين الميتة لمحاكاة حياتهم الجنسية الغريبة.
وتعتبر عملية الجماع في الثدييات البحرية أمرًا مثيرًا للاهتمام، حيث أنها يجب أن تتعامل مع بعض القيود غير العادية، مثل التأكد من عدم دخول مياه البحر إلى المهبل؛ فالدلافين، على وجه الخصوص، لديها حياة جنسية رائعة وغريبة بسبب مهبلها المتطور ونوع قضيبها الفريد الذي يكاد يكون دائمًا منتصبًا، وقام الباحثون بقيادة جامعة دالهوزي بتضخيم قضيب الدلافين الميتة، قبل محاكاة الجنس لمعرفة كيفية تناسب هذه الأجهزة داخل الأنثى.
وأشار الباحثون إلى أن الإناث لديها طيات غير عادية في أجهزتها التناسلية، والتي يجب على القضيب أن ينتقل إليها لتخصيب البويضة، وقال عالم ثدييات بحرية في جامعة دالهوزي في هاليفاكس، دارا أورباخ إنّه "من خلال النظر في كيفية محاذاة الأعضاء التناسلية، يمكننا الآن القول بأن بعض الأوضاع الجسدية من المرجح أن تؤدي إلى التخصيب الناجح من غيرها، والتي قد تكون لأغراض أخرى غير التكاثر"، بالإضافة إلى أن للجنس العديد من المهام والوظائف في حياة الدلافين.
وقام فريق الدكتور أورباخ بفحص المسالك التناسلية للدلافين، والحيتان التي توفيت بشكل طبيعي من أجل معرفة المزيد عن حياتهم الجنسية، وبعد تفجير الأعضاء التناسلية، استخدموا التصوير المقطعي المحوسب لمسح مدى عمق القضيب المخترق للمهبل ومكان تلامس كليهما، كما أنشأوا نماذج السيليكون من الداخل لمهبل الدلفين لاستكشاف كيف يتطور مع شكل القضيب.
ووجد الباحثون، أن هناك أوضاع يكون خلالها اختراق القضيب للمهبل هو الأمثل، والتي تختلف مع وضع الجسم بشكل عام، وأضافت أورباخ لمايلونلين "كلما كان الذكر قادرًا على إيلاج القضيب أكثر عمقًا، كلما كانت المسافة التي يجب أن تقطعها الحيوانات المنوية للوصول إلى بويضاتها أقصر، وفي بعض الأنواع يبدو أن وضع البطن إلى البطن يعمل على تعزيز المحاذاة التناسلية، بينما في الأنواع الأخرى يبدو أن النهج الجنسي الجانبي يؤدي إلى اختراق أعمق".
وتابعت أورباخ أنّ "تباينًا مذهلًا ظهر في عدد وشكل وحجم، طيات المهبل عبر تلك الأنواع، وخلال النظر إلى الأعضاء التناسلية، يمكن للعلماء التنبؤات بالوضع الذي تستخدمه الدلافين خلال حياتهم"، موضحة "تحديد وضع الجسم أثناء الجماع على أساس تشريحي"، وكانت ركزت معظم الأبحاث التي أجريت على الأعضاء التناسلية على القضيب وحده، ولكن تلك الدراسة نظرت في كيفية وضع القضيب والمهبل معًا، وأردفت: "في حين قد يبدو بديهيًا أن القضيب يناسب بشكل جيد المهبل أثناء الجماع، إلا أن الميكانيكا الحيوية وتفاصيل التشريح يمكن أن تكون معقدة جدًا ونادرًا"، مضيفة "أن الحيتان والدلافين والديدان لها طيات مهبلية غير عادية، حيث يجب على القضيب والحيوانات المنوية التنقل من خلاله لتخصيب البويضات بنجاح".
وأشارت أورباخ، إلى أن المياه المالحة قاتلة للحيوانات المنوية للحيتان، ومن المتوقع أن الإناث لديها تكيفات للحفاظ المسالك الإنجابية من المياه المالحة، بالإضافة إلى ذلك، الحيتان ليس لديهم زوائد للاحتفاظ بعضها البعض في مكان الجماع، وبالتالي فإن زاوية ممارسة الجنس أمر بالغ الأهمية عند الدلافين، ووجد الفريق أن هناك أجزاء معينة من المهبل تم تحفيزها أثناء ممارسة الجنس والتي يمكن أن تساعد برامج تربية الدلافين غير الموجودة في البرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر