أزيح الستار عن يخت إيكولوجي جديد بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني (52 مليون دولار) في ساوثهامبتون، والذي سيجمع البلاستيك مِن المحيط، ومن ثمّ إعادة تدويره أثناء الإبحار, وتم تصميم "منقذ المحيط" ليجمع 5 أطنان من التلوث البلاستيكي كل يوم، وسيصبح أول سفينة على الإطلاق تعمل بالطاقة عن طريق إعادة تدوير نفايات المحيطات إلى وقود, وسوف يتم تقطيع البلاستيك بشكل ناعم وطحنه ومعالجته من خلال الماكينات الموجودة على متنه والتي ستدمرها تماما بأقل تلوث جوي.
وتقول الشركة التي صممت السفينة إنها مستوحاة من الفيلم الوثائقي "بلو بلانيت" الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والذي يرويه السيناتور الأسطوري السير ديفيد أتينبورو, وصفت بأنها "حصادة البحار"، وتم تصميمها مع اثنين من الأذرع على جانبي السفينة بطول 70 مترا (230 قدما) والتي سوف تنقل التلوث العائم إلى ناقلة.
وتوضّح الخطط الرائدة التي تم الكشف عنها في معرض ساوثهامبتون للقوارب، كيف سيؤدي ذلك إلى نقل نفايات المحيط على متن "منقذ المحيط"، إذ ستتم إعادة تدويرها باستخدام عملية عالية التقنية, ثم يتم استخدام المنتج المفروم ناعما لتزويد السفينة بالوقود، مما يعني أنها قادرة على تشغيل نفسها لعدة أشهر.
ويعدّ ريتشارد روبرتس، من TheYachtMarket ومقره ساوثهامبتون، المؤسس المشارك للمشروع، وقال إن مشاهدة بلو بلانيت كان مصدر إلهام لإنشاء السفينة, وقال إن المنظر المروع للفضلات في المحيطات شجعه على "القيام بشيء عملي" حيال هذه المشكلة.
تظهر أحدث الأرقام أن 8 ملايين طن من البلاستيك ينتهي بها المطاف في محيطاتنا كل عام, وننتج الآن 335 مليون طن سنويا -خمسة أضعاف الكمية المتولدة منذ 50 عاما- وأكثر من خمسة تريليونات قطعة من البلاستيك تتناثر حاليا في المحيط.
قال السيد روبرتس إنه "أمر مذهل أن نعتقد بأن هناك حاليا أكثر من خمسة تريليونات قطعة من البلاستيك في المحيط والتي لها تأثير ضار كبير على نظامنا البيئي والتنوع البيولوجي في المحيط, وبات من الضروري أن نزيل البلاستيك قبل أن يتحلل إلى مواد بلاستيكية صغرى، ومن خلال "منقذ المحيط"، نهدف إلى المساعدة في استئصال هذه المشكلة من المحيط".
شارك السيد روبرتس في تأسيس المشروع مع زميله سيمون وايت, وتم تصميم هذا اليخت من قبل المهندس البحري ريكي سميث، الذي يتخصص في إنشاء سفن صديقة للبيئة، وسيتم نشره في المحيط الهادي, وقال سميث: "منقذ المحيط يقترح ثورة بيئية حيث نقوم، كمجتمع، بمهمة هائلة وعاجلة لجمع المواد البلاستيكية من المحيطات والمجاري المائية, إن مشروع منقذ المحيط شاسع وسيتطلب مدخلات على العديد من المستويات, هذه هي حملة لتحرير محيطاتنا من النفايات الناتجة عن تقنيتنا اللامعة وتجاهلنا للمحيطات"، كما يعمل على هذا المشروع خبير التصميم الدكتور أندرو باجلين, وقال الدكتور باجلين: "هناك العديد من المتغيرات عند حساب كمية البلاستيك التي يمكن إزالتها من الماء في اليوم الواحد, وتشمل هذه المسافة الموانئ، ومنطقة تشغيل السفينة وحجم مصفوفة التجميع التي يتم تركيبها، وكلها تحت التطوير الدقيق".
وبدأت أكبر عملية تنظيف للمحيطات في العالم في المحيط الهادي، بهدف التصدي للتلوث في المحيط الهادي حيث يقدر أن هناك 1.8 تريليونات قطعة من المخلفات وما لا يقل عن 87000 قطعة من البلاستيك
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر