آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تعدّ محنة سكان "المَكس" في العامرية علامة تحذير مُبكّرة

الصيّادون في مدينة الإسكندرية على خط المواجهة مع تغيّر المُناخ

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- الصيّادون في مدينة الإسكندرية على خط المواجهة مع تغيّر المُناخ

قناة المكس بالقرب من مدينة الإسكندرية
الإسكندرية ـ سعيد غمراوي

يُواجه مجتمع الصيادين الفقراء في الإسكندرية هدم منازلهم وفقدان مواردهم بفضل ارتفاع منسوب مياه البحار، فعلى ضفاف قناة المكس بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية، يقوم رجل بتفكيك شباك الصيد في قاربه المصنوع باللون الفيروزي، بينما كان هناك صوت مطرقة يطرق على الطوب على الأرض المائية, وهناك آخرون يطلون من نوافذهم على إحدى ضواحي القناة، ويحدقون في أكوام من الأنقاض المتنامية لما كان في السابق صف من المنازل على الضفة المقابلة, والساكنون السابقون وكذلك أولئك الذين يتطلعون إليه هم نذير الآلاف الذين سيضطرون إلى مغادرة منازلهم بسبب تغيّر المناخ.

الصيّادون في مدينة الإسكندرية على خط المواجهة مع تغيّر المُناخ

تقول عبير محمد عبدالسلام إنها لا تتذكر بالضبط متى ارتفعت مياه القناة لأول مرة فوق ارتفاع نافذة منزلها الأمامي، وتدفقت إلى منزلها "إنها ستصل إلى قمة فخذي"، كما تقول "كما أن الأبخرة السوداء ترتفع من المصنع البترولي المجاور", ولسنوات، كان الفيضان حدثا معتادا، والآن تعرف عبير ردة فعلها في حال الطوارئ عن ظهر قلب.

وتقول: "في البداية سأرسل شخصا لإيقاف تشغيل المضخات"، مشيرةً إلى محطة الضخ القريبة المصممة لمنع الفيضان على طريق ساحلي مجاور، وهو طريق يقوده مصريون أثرياء في طريقهم إلى منازلهم الصيفية, "ثم نبني حصنا داخل منزلنا باستخدام قطع الأثاث".

وشكلت الصفوف الثلاث من منازل الأسمنت المنهارة في المكس العمود الفقري لمجتمع الصيد الذي يبلغ عدده 1000 شخص, لكن منذ مارس/ آذار، أجبرت السلطات المحلية نصف السكان على الخروج من منازلهم واستيطان كتل أبنية قاتمة تطل على القناة التي كانوا يعتمدون عليها في حياتهم, بينما أولئك الذين ما زالوا ينتظرون هدم منازلهم باتوا يحدقون في أنقاض الضفة المقابلة كتذكير لما ينتظرهم.

الإسكندرية مدينة على خط المواجهة
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا سيدمر شواطئها بالكامل، في حين أن الأراضي المنخفضة في الإسكندرية -التي تطورت عليها مدينة الإسكندرية في الأصل- معرضة للغمر والتشبع بالمياه وزيادة الفيضانات والملوحة في ظل مستوى البحر المتسارع, وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إنه من المتوقع أن ترتفع مستويات البحار العالمية بمقدار 68 سنتيمترا بحلول عام 2050، مما يؤدي إلى إغراق أجزاء من الإسكندرية والانتقال إلى المياه الجوفية, كما سيؤدي إلى انهيار المباني ويجعل المياه المالحة تتوغل إلى الأراضي الزراعية الحيوية في منطقة دلتا النيل القريبة، مما يؤدي إلى تدمير سبل العيش وإجبار المزيد من النزوح الداخلي.

وتعدّ محنة سكان المكس علامة تحذير مبكرة, وهي الموجة الأولى من الآلاف التي ستضطر إلى الانتقال بسبب آثار تغير المناخ على المنطقة، ولا سيما بحيرة مريوط القريبة.

يقول عالم المناخ السكندري محمد الراعي: "هناك العديد من المناطق حول البحيرة التي تقع على عمق 3 أمتار على الأقل تحت مستوى سطح البحر.. سيكون عليهم هجرة تلك المناطق ونقل الناس, في هذه المناطق المنخفضة، سيكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص المتضررين من الفيضانات", وتقدر جريدة الرأي أن الحكومة ستضطر إلى نقل السكان في أقل من 10 أعوام.
ويشكل هؤلاء النازحون جزءا من مشكلة عالمية متنامية, وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ العام 2009، تم تشريد شخص واحد كل ثانية بسبب كارثة مرتبطة بتغير المناخ.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصيّادون في مدينة الإسكندرية على خط المواجهة مع تغيّر المُناخ الصيّادون في مدينة الإسكندرية على خط المواجهة مع تغيّر المُناخ



GMT 06:35 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البقرة "نيكرز" في أستراليا والكلب "وبور" أشهر الحيوانات

GMT 09:42 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

قرب نهاية عالم الحشرات بعد فقدان 75% منهم خلال 27 عامًا

GMT 05:53 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن مخطط جديد لمواجهة مشكلة انخفاض أعداد النحل

GMT 08:55 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 79 قتيلًا وفقْد 1300 شخص جرّاء حرائق الغابات

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen