واشنطن ـ يوسف مكي
يختبر الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، جهازًا ملحقًا بساعة أبل ويمكن أن يحدث ثورة لدى المصابين بمرض السكري، حيث يرصد نسبة السكر في الدم، وتوفير المعلومات في الوقت الحقيقي للملايين على طريقة تغيير ممارسة الرياضة والغذاء لمستويات السكر في الدم.
وشوهد تيم كوك مرتديًا ساعة أبل ذكية في مبني الشرك، وفي فبراير/شباط الماضي ذكر كوك للطلاب في جامعة غلاسكو انه كان متحمسا حول إمكانياتها في مجال الرعاية الصحية، مضيفًا أنّه "لقد قمت بارتداء جهاز المراقبة المستمرة للجلوكوز لبضعة أسابيع".
وتشير المصادر إلى أن الشركة تجري بالفعل تجارب في منطقة الخليج، وهذا المشروع، والذي ألمح إليه المؤسس المشارك ستيف جوبز قبل وفاته، يمكن أن يؤدي إلى انتفاضة في عالم الأجهزة التي يمكن ارتداؤها للكشف عن مرض السكري ومراقبة مستويات السكر في الدم، وقد استأجرت شركة أبل فريقا من مهندسي الطب الحيوي كجزء من المبادرة السرية، ويعتقد أن ما يصل الى 30 شخصا يعملون في هذا المشروع الذي يستمر لمدة 5 سنوات، ويقولون إن الشركة تقوم بتجارب سريرية في سان فرانسيسكو، وقد عينت خبراء استشاريين للنظر في القواعد واللوائح حول جلب مثل هذا المنتج إلى السوق، ويقال إن المهندسين يعملون من مكتب غير معروف في بالو ألتو، والتي تقع على بعد حوالي 15 ميلا من مقر شركة أبل الجديد في كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا.
وقد تم تكليف الباحثين بتطوير أجهزة الاستشعار الحيوية لمراقبة مستويات السكر في الدم، وفي الوقت الحالي ينطوي ذلك على أخذ عينات الدم العادية، والتي يمكن أن تحتوي على أية عينة يتم اتخاذها عبر وخز الإبهام أو استخلاصها من الوريد، وكان الرئيس التنفيذي الراحل لشركة أبل يأمل في أن تمثل الأجهزة شكل آخر من أشكال التكنولوجيا القابلة للارتداء، على غرار الساعات الذكية أو أجهزة تتبع اللياقة البدنية، وإذا أتت أجهزة الاستشعار غير الغازية بثمارها، فإن ذلك سيمثل اكتشاف علمي مذهل في مجال العلوم الطبية.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة "دكس كوم"، "تيرانس غريغ"، وهي الشركة الأميركية المتخصصة في إنتاج أجهزة مراقبة مستويات السكر في الدم "هناك منشأة كاملة توفر جهود لقياس الجلوكوز بطريقة غير غازية، ولكي ننجح يتطلب ذلك عدة مئات من ملايين الدولارات أو حتى مليار دولار"، وارتفع عدد المصابين بمرض السكري من 108 ملايين في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014 ، وهو آخر عام تتوفر فيه أرقام عالمية - وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتأتي تلك الجهود في الوقت الذي يتم السعي فيه لربط الأدوية بالتكنولوجيا، حيث توحد الشركات صفوفها لمعالجة الأمراض المزمنة باستخدام أجهزة التكنولوجيا الفائقة التي تجمع بين البيولوجيا والبرمجيات والأجهزة، وفي العام الماضي، كشفت شركة غلاكسوسميثكلين بلك و الشركة الأم لغوغل الفابيت عن شراكة مشتركة تهدف إلى تسويق الأجهزة الإلكترونية لمكافحة المرض عن طريق تركيب تلك الأجهزة في أعصاب المريض، وأحرزت بالفعل شركات التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة سيتبوانت ميديكال و إنتيروميديكش بعض من التقدم المبكر مجال الإلكترونيات الحيوية الرامية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي وقمع الشهية لدى الأشخاص البدناء، ومن بين الشركات الأخرى التي تستكشف تلك التقنية مدترونيك بي إل سي، بروتيوس ديجيتال تكنولوجي، سانوفي سا و بيوجين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر