أصدرت "غوغل" هذا الأسبوع كاميرا صغيرة مقابل 250 دولارًا "180 جنيهًا إسترلينيًا" يطلق عليها اسم "كليبس" مصممة لالتقاط لقطات صريحة تلقائيًا, ويظهر في شريط الفيديو الدعائي كليبس وهي تجلس في زاوية الغرفة ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الوجوه المألوفة وتحديد أفضل وقت لالتقاط فيديو مدته سبع ثواني, وتقول الشركة أنها صممت كليبس لتكون وسيلة سهلة لالتقاط اللحظات الحميمة, ولكن بعض المعلقين شككوا في السعر الحقيقي مقابل هذه الراحة مع خصوصيتنا.
ويمكن للكاميرات قيد التشغيل طوال الوقت مثل كليبس، استخدامها لمراقبة قوة عظمى في المستقبل، وفقًا للخبراء، وحدد كاتب التكنولوجيا والثقافة، نافنيت ألانغ، من تورونتو، كندا، الخطوط العريضة لمخاوفه بشأن هذه الأجهزة في تعليق متعمق نشره "ذا ويك", وتم إطلاق الكاميرا الرقمية بحجم الجيب، والتي تقرر من تلقاء نفسها ما إذا كانت الصورة مثيرة للاهتمام بما فيه الكفاية لتصويرها، يوم الثلاثاء, وقد اختلطت الآراء بشأن أدائها، ولكن بعض الخبراء كانوا أكثر قلقًا بشأن ما قد يؤدي إليه, حتى الأجهزة التي تبدو لنفس الأغراض البريئة يمكن أن تستمر لتصبح أكثر شريرة.
ويعتقد ألانغ أن كليبس هي المرحلة التجريبية لتطبيقات أوسع من تكنولوجيا "الكاميرات الذكية"، بما في ذلك التجسس علينا, وكتب في تقريره "إن الكاميرات التي تدعم الذكاء الاصطناعي ستستخدم حتمًا في مراقبة قوة عظمى "في عصر تستخدم فيه تقنية التعرف على الوجه بالفعل لإلقاء القبض على المجرمين، فإن الكاميرا الأكثر ذكاءً من واحدة من أكبر الشركات في العالم هو أمر من المستحيل أن نراه مجرد متعة, ويجب أن نكون حريصين على عدم الاستهانة بما يمكن أن يبدو سخيفًا الآن لأنه قد ينتهي به الأمر بكونه شيئًا كبيرًا في المستقبل, وفي الواقع يتم احتلال العالم من خلال التكنولوجيات الجديدة التي تحمل أثارًا سلبية غير مقصودة."
ولا تتوفر كاميرا كليبس حاليًا إلا للعملاء المتواجدين في الولايات المتحدة، الذين يمكنهم طلبها مباشرة من "غوغل", ولم يتم الإعلان عن الأسعار وتاريخ الإصدار لبلدان أخرى، ولكن لدى "غوغل" تاريخًا لإصدار الأجهزة في الولايات المتحدة أولًا قبل طرحها على مستوى العالم.
ويعد ألانج ليس أول خبير يقترح احتمال أن تؤدي كليبس وأجهزة مماثلة إلى مزيد من المراقبة, فقالت إيفا سني، قائدة تجربة المستخدم لكاميرا غوغل "كليبس"، "من بداية اليوم الأول من العمل على كليبس، كنا نعلم أن الخصوصية وإمكانية التحكم كانت في غاية الأهمية، وكنا حذرين لتصميم وهندسة كليبس لدعم تلك المبادئ".
وعندما تم الإعلان عنها لأول مرة في أكتوبر 2017، شكك البعض في الآثار الأوسع لدعوة التكنولوجيا إلى بيوتنا, وفي حديث دان لوهرمان، كبير ضباط الأمن في منتور سكيورتي، وقال: "كيف سيعرف الذكاء الاصطناعي هذا فلترة لحظاتنا الخاصة؟ ما هو الذي سوف يجده البرنامج مثيرًا للاهتمام؟ وھل يكون هناك حق للأشخاص بالمحتوى إذا ما قامت الكاميرا بالتسجیل في الأماکن العامة؟ ماذا يحدث إذا قال شخص آخر أحذف مقطع الفيديو الخاص بي؟".
وتم تصميم الكاميرا بقيمة 249 دولارًا "180 جنيهًا إسترلينيًا" لتلصق على الأثاث أو الأشياء الثابتة الأخرى، وتقوم بالتقاط صور تلقائيًا للأشياء التي تتجول أمام عدسة الكاميرا, ولكن على عكس بعض الكاميرات الأمنية التي يتم تشغيلها عن طريق الحركة أو المبرمجة على توقيت، كليبس هي أكثر تميزًا, حيث قامت "غوغل" بتدريب دماغها الإلكتروني للتعرف على الابتسامات والوجوه البشرية والكلاب والقطط والتسلسل السريع للحركة, وهي تلتقط أشرطة الفيديو مدتها سبع ثوان، دون صوت، والتي يمكن تحريرها على هيئة صور أو صور عالية الوضوح, ويمكن بعد ذلك تحميل هذه الصور ومشاركتها عبر الهاتف الذكي.
ولكن طموح "غوغل" الأكبر هو اتقان وتسويق الذكاء الاصطناعي، وهو مجال يستثمر فيه الكثير, ويؤكد المديرون التنفيذيون في "غوغل" إن النجاح يتطلب تكاملًا وثيقًا بين الأجهزة والبرمجيات، وهذا هو السبب في استمرار عملاق محركات البحث في ابتكار الإلكترونيات الاستهلاكية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر