واشنطن ـ يوسف مكي
طوّر باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نظاما متقدما يقوم ببناء منزل كامل في أقل من يوم واحد، في حين أن بناء منزل لعائلة واحدة يستغرق نحو 7 أشهر، وصمم فريق الباحثين "روبوت أتوماتيكي" قادرا على الطباعة ثلاثية الأبعاد للبنية الأساسية لمبنى بأكمله، ويأتي الروبوت مزودا بذراع دقيق الحركة ومدعوم بألوان شمسية، وتنشر الآلة رغوة عازلة على الأرض ثم تعبئها بالخرسانة، وأكملت الآلة حوائط بقطر 50 قدما وارتفاع 12 قدما في 14 ساعة.
وأوضح الباحثون في بيان صحافي "يسمح النظام بإنشاء الهياكل بشكل أسرع وتكلفة أقل من طرق البناء التقليدية، ويمكن تخصيص المبنى بالكامل لاحتياجات موقع معين ورغبات صانعه، ويمكن تعديل الهيكل الداخلي أيضا، حيث يمكن إدراج مواد مختلفة، ويمكن أن تختلف كثافة المواد المستخدمة وفقا لتوفير مكونات تمنح القوة والعزل أو خصائص أخرى".
ويتم حمل الذراع الضخم بواسطة سيارة ما يسمح بالحركة عند الضرورة، ويمكن للعامل البشري تعليق فوهة بناء تقليدية مطلوبة لمهمة معينة مثل صب الخرسانة أو رش مواد العزل، ولإثبات هذه التقنية قام الفريق ببناء جدران قبة قطرها 50 قدما وقطرها وطول 12 قدما في 14 ساعة من وقت الطباعة، ويقول نيري أوكسمان مدير المجموعة والأستاذ المساعد لفنون الإعلام والعلوم "بالنسبة إليّ إنها ليست مجرد طابعة، لكنها طريقة جديدة تماما للتفكير في التصنيع والتي تحدث نقلة نوعية في مجال التصنيع الرقمي والتصميم المعماري، ويشير نظامنا إلى رؤية مستقبلية للبناء الرقمي الذي يتيح إمكانيات جديدة على كوكبنا وما بعده".
وأوضح ستيفن كيتنغ في الهندسة الميكانيكية وباحث شريك في مجموعة مدياتيد ماتر في مختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أنه خلال فترة إثبات المفهوم أظهر الباحثون أنه يمكن لهذا النظام أن يعمل بسهولة مع معدات البناء الأخرى، وأنه سيتلاءم مع قوانين البناء القائمة دون الحاجة إلى تقييمات جديدة كاملة، ويمكن لهذا النظام بناء أشكال معقدة حيث أضاف الفريق مقعدا مدمجا لإثبات مهارات الروبوت، وما يرغب الباحثون فيه هو تصميم الآلة بحيث تكون مكتفية ذاتيا، ويعمل النظام بالكهرباء ويمكن أن يحصل على الطاقة اللازمة من الشمس من خلال الألوان الشمسية وهو ما يعني إمكانية استخدامه في العالم النامي ومجالات الإغاثة في حالات الكوارث، وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تغير كيف يبني البشر المنازل على الأرض يتوقع فريق الباحثين بأن يكون هذا النظام مفيدا عندما نذهب إلى المريخ، لأنه يمكن أن يبني مساكن صغيرة في أقل من 24 ساعة.
وتابع كينغ "تتمثل رؤية معهد ماساتشوستس في المستقبل في بناء شيء مستقل تماما يمكن إرساله إلى القمر أو المريخ أو القطب الجنوبي، حيث يذهب إلى هناك لصناعة هذه المباني، وأردنا توضيح أنه يمكننا بناء شيء غدا يمكن استخدامه على الفور، ومن خلال هذه العملية يمكننا استبدال أحد الأجزاء الرئيسية في أحد المباني في الوقت الراهن، ويمكن دمجه في موقع البناء غدا، ولا تزال صناعة البناء والتشييد تتم في الغالب بنفس الطريقة التي كانت تتم بها منذ أعوام، فالمباني مستقيمة الشكل وتبنى في الغالب من مواد منفردة توضع بجانب بعضها البعض وغالبا ما تبنى من خلال خطط موحدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر