لندن - كاتيا حداد
يعدّ زوال الراديو قضية ساخنة على مدى عقود، من خلال أغاني "Radio Gaga"، و "Video Killed The Radio Star"، والتي تنبأت بتراجع مستمعي الراديو، إلا أن أغاني البوب في فترة الثمانينات ربما كانت مخطئة، ويبدو أننا ندخل عصر ذهبي جديد للإذاعة التي تشهد وصول الملايين من المستمعين، لإذاعاتهم المفضلة عبر الإنترنت، إلا أن زيادة المستمعين الرقميين، ربما تؤدي إلى نهاية الاستماع إلى راديو FM في وقت مبكر من العام، وبلغ معدل استخدام الراديو في بريطانيا الآن مستويات قياسية، ويستمع 48 مليونًا من البالغين إلى أكثر من مليار ساعة كل أسبوع، وفقًا لما ذكره مراقب الصناعة "راجار"، ولكن بدلًا من شراء الراديو التقليدي للاستماع إلى راديو FM هناك تحول كبير في عدد الناس، الذين يصلون إلى البث الحي، من خلال أجهزة التابلت والهواتف الذكية.
ويحدث التغيير بسرعة حتى أن بعض المحللين يتوقعون أن المستمعين الرقميين سيصبحون الأغلبية في غضون عام، وهو ما يمكن أن يفسر نهاية FM، وعندما يحدث ذلك ستجري الحكومة مراجعة ربما تؤدي إلى إيقاف تشغيل FM، وأصبحت النرويج أول دولة في العالم، تضع نهاية لراديو FM عندما قطعت إشارته في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، وقال فورد إنالس، الرئيس التنفيذي لشركة Digital Radio UK، التي تشرف على التحول الرقمي البلاد، "قبل خمسة أعوام لم يكن من الممكن تصور هذا الوضع، الناس توقعوا أن ينهار الراديو، أنه أمر غير عادي عندما تفكر في تفتيت وسائل الإعلام، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2016، تم إطلاق 170 محطة رقمية محلية ووطنية جديدة، ليصل العدد الإجمالي في بريطانيا إلى 339 محطة.
ويجب على الإذاعة الرقمية أن تتكيف مع عادات الاستماع المتغيرة، ويحلّ المستمعون الأصغر سنًا محل المستمعين الأكبر، وتشير البيانات إلى أن أكثر من نصف الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا، يستمعون إلى الإذاعة الحية، مقارنة بنسبة 88 % من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا، و فقد راديو بي بي سي 1 الذي يركز أساسًا على جمهور الشباب، مليون مستمع في العام الماضي، وأعلن بوب شينن، مدير الإذاعة في بي بي سي "الشباب لا يستمعون لفترة طويلة، إلا أن الإذاعة كوسيط استطاعة إعادة التأكيد جيدا على قيمتها الأساسية"، وتمتلك هيئة الإذاعة البريطانية حاليا حصة مهيمنة من مجموع ساعات الاستماع في بريطانيا، حيث تمثل 53 %، بينما تمثل Radio 2 وحدها 17 %.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر