لندن ـ كاتيا حداد
أظهرت دراسة جديدة لمؤسسة "أفكوم" أن البريطانيين أمة مدمنة على استخدام الهواتف الذكية، والتي تبتعد عن فكرة استخدامها الأساسية وهي إجراء المكالمات الصوتية، مما يثير تساؤلا بشأن هل قتلت الهواتف الذكية فن إجراء المحادثة والتواصل الثقافي.
قال مكتب الاتصالات إن شعبية الخدمات التي تعتمد على الإنترنت، مثل تطبيقات "واتسآب" و"سكايب" و"سنابشات"، والتي يمكن استخدام جميعها في إجراء مكالمات وإرسال رسائل، قلصت الوقت الذي يقضيه الناس في استخدام هواتفهم المحمولة.
وانخفض عدد المكالمات الصوتية في العام 2017، لأول مرة في المملكة المتحدة، وفي الوقت نفسه، يستمر الإدمان على الإنترنت في النمو، ونستمر في تجاهل المكالمات الصوتية، ويمتلك نحو 78% من البريطانيين هاتفا ذكيا، ويتحقق منهم بالمتوسط كل 12 دقيقة، وهذا يعني أنهم موجودون قرابة 24 ساعة على الإنترنت، ويستخدمون وسائل التواصل النصية مثل "واتسآب"، وفيسبوك ماسنجر"، مما يشعر البعض بأنهم أقل ارتباطا بالآخرين.
وتعد المحادثات أمرا مبهجا لكن المشكلة أنه ليست لها قواعد محددة، من حيث الطريقة أو الوقت، وهذا ما كان يحدث خلال العقد الماضي، يتصل بك الجميع في أي وقت ويسألون عما يريدون، ولذلك يفضل الآن الكثيرون الآن المحادثات والملاحظات الصوتية بدلا من المكالمات.
وقال إيان ماكراي، مدير معلومات السوق في "أوفكوم": "على مدى العقد الماضي تبدلت حياة الناس بسبب شيوع استخدام الهواتف الذكية بالإضافة إلى الوصول إلى الإنترنت وخدمات جديدة"، وتابع "سواء كان الهدف هو العمل بمرونة أو الاطلاع على تطورات الشأن العام أو التسوق عبر الإنترنت، نستطيع القيام بالمزيد أثناء تنقلاتنا أفضل من أي وقت مضى، لكن رغم أن الناس يقدرون هواتفهم كرفيق دائم لهم فإن بعضهم يجد نفسه مرهقا عندما يكون على الإنترنت أو محبطا عندما لا يستخدمها".
ووفقا لـ"أوفكوم"، فقد قال ثلاثة أرباع الناس إن هواتفهم الذكية ساعدتهم على التواصل عن قرب مع أصدقائهم وأسرهم، كما حلت الهواتف الذكية محل أجهزة التلفزيون، باعتبارها الجهاز الذي سيكون أكثر ما يفتقده الناس.
وسيطرت المكالمات الهاتفية على الجيل الماضي بشكل كبير، حتى ظهر ما يسمى بـ"أم إس إن ماسنجر"، وبدأت محادثات الإنترنت رسميا، والآن غالبا ما تكون المكالمات الهاتفية مخصصة لأشخاص بعينهم، قد لا يتجاوز الخمسة أشخاص.
وتقود مكالمات الهواتف الذكية إلى العديد من المحادثات الغبية، وسط ادّعاءات بأن فن الثرثرة والحديث ضاع، حيث بقاء الوجه لاصقا أمام شاشة الهاتف الذكي.
وتسبب العديد من وسائل التواصل الاجتماعي في قلق الأشخاص، وبخاصة حين تظهر العلامة الزرقاء على تطبيق "واتسآب" بأنه قد تمت قراءة رسالتك ولم يتم الرد عليها، ولكن من إيجابات هذه التطبيقات هي إقامة اتصالات جماعية ودردشة عائلية وإرسال الصور والروابط والأغاني، ومقاطع الفيديو والرموز التعبيرية.
ويخصص البعض تطبيقات الدردشة، حيث "واتسآب" للعائلة، أما الجي ميل لمراسلات العمل، والسنابشات للتظاهر بجذب الآخرين، أما "تويتر" للتنبؤ بآراء الآخرين، وفي الحقيقة أن الحديث لم يمت على هذه الوسائل، ولكن تم تقديمها بطريقة لتواصل أسرع وأسهل للتعبير، وما نفتقده في هذه الوسائل هي النغمة التي نحتاج لإظهارها في الرموز التعبيرية "الإيموجي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر