واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة جديدة أن الكويكب المنتظر الذي يهدد بإنهاء الحياة على الأرض سيكون من الصعب تدميره عما كان يعتقد العلماء في السابق، وربما يفترض محبو فيلم الخيال العلمي "Armageddon" 1998 أن البشر يمكنهم نسف أي كويكبات تقع على مسار تصادمي مع كوكب الأرض، إلا أن الدراسة التي أجراها فريق من العلماء من وكالة ناسا من جامعة جونز هوبكنز كشفت أن الأمر ليس سهلا كما يبدو في الفيلم.
وقال تشارلز المير من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة جونز هوبكنز: " عادة ما نعتقد أنه كلما كان الجسم أكبر حجما كلما كان كسره سهلا، لأن الأجسام الكبيرة أكثر عرضة لوجود شقوق أو تصدُعات، لكن نتائجنا تشير إلى أن الكويكبات أقوى مما كنا نعتقد وأننا بحاجة إلى مزيد من الطاقة لتدميرها بالكامل".
واستخدم العلماء نموذجًا حاسوبيًا لحساب كمية الطاقة المطلوبة لتدمير الكويكب وتحطيمه إلى قطع، وأظهر النموذج أنه فور إصابة كويكب تتشكل فوهة البركان، وتبدأ ملايين الشقوق والأجزاء في الانتشار في جميع أنحاء الفضاء ، مما يتسبب في تدفق أجزاء منها كالرمل، وبدلا من انهيار الكويكب فإنه يتضرر كثيرا لكنه يمارس جاذبية قوية على الأجزاء المكسورة فيما بعد.
ووجد فريق البحث أن النتيجة النهائية لهذا التأثير لن تكون مجرد "كومة من الأنقاض"، لكنها ستكون عبارة عن مجموعة من الأجزاء الضعيفة التي تجمعها الجاذبية معا، ويحتفظ الكويكب المتأثر بقوة كبيرة لأنه لم يتصدع بالكامل، ما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من الطاقة لتدمير الكويكبات.
وأضاف " قد يبدو الأمر خيالا علميا لكن العديد من الأبحاث تأخذ في الاعتبار تصادم الكويكبات، فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك كويكب قادم إلى الأرض هل من الأفضل تحطيمه إلى قطع صغيرة أم دفعه إلى اتجاه مختلف؟، وإذا اختارنا الخيار الأخير فما مقدار القوة التي يجب اصطدامه بها لتحريكه بعيدا دون كسره، هذه أسئلة حقيقة قيد الدراسة".
وأوضح كي تي راميش مدير معهد هوبكنز للمواد الخطرة " إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تنتقل هذه الأسئلة من كونها أسئلة أكاديمية إلى تحديد استجابتنا لتهديد واقعي رئيسي، نحن نحتاج إلى فهم ما يجب أن نفعله جيدا في مثل هذه الحالات، والجهود العلمية مثل هذه مهمة للغاية لمساعدتنا على اتخاذ هذه القرارات".
وتنشر نتائج البحث من قبل معهد استكشاف النظام الشمسي التابع لوكالة ناسا في عدد 15 مارس/ آذار من مجلة Icarus، ومن المأمول أن تساعد هذه النتائج في معرفة تأثير الكويكبات واستيراتيجيات انحراف المسار وفهم تكوين النظام الشمسي والمساعدة في تصميم جهود تعدين الكويكبات في المستقبل.
قد يهمك أيضَا :
كويكب بحجم "بيغ بن" يندفع نحو الأرض
العلماء يُخططون لبناء محطة فضاء داخل كويكب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر