واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي (IMF)، أن "وجود المزيد من النساء في مكان العمل يمكن أن يزيد من حجم الاقتصاد بشكل كبير في بعض الدول"، وأوضحت لاغارد أن "مواجهة التمييز الجنسي في مكان العمل في الدول التي تقل فيها المساواة بين الجنسين عن 50% مثل تركيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية، يمكن أن يعزز الاقتصاد بنسبة 35% في المتوسط في حالة التصدي للتحيز الجنسي في مجال الصناعات المهنية".
وأشارت لاغارد (المحامية المولودة في بارس)، إلى أن "هذه النتائج تأتي وفقا إلى أبحاث صندوق النقد الدولي التي أظهرت أن النساء يرفعن الإنتاجية ويجلبن مهارات جديدة للقوى العاملة، ما يعد أمرا ملحوظا في المصارف بشكل خاص". وقالت لصحيفة الـ"غارديان" البرييطانية: "ما لاحظناه هو أنه عندما يكون هناك عدد أكبر من النساء تزيد هوامش الأمان المالي للبنك، ويقل عدد القروض المتعثرة وتقل مؤشرات المخاطر، والعلاقة هنا ليست سببية تماما لكنها علاقة قوية".
أقرأ أيضا: المصارف الإيطالية تُواجه مخاطر انخفاض قيمة احتياطيات البنوك
وأوضحت لاغارد أن "الأدلة أظهرت أن البلدان التي تحتل مرتبة عالية في المساواة بين الجنسين مثل أيسلندا والنرويج والسويد، تستفيد من نمو أعلى واقتصاد أقوى". وأفادت بأنه "رغم ملاحظتها للتحيز الجنسي حولها، إلا أنها لم تتعرض إليه شخصيا".
وتابعت لاغارد تقول: "لا أعاني من التحيز الجنسي لأنني متقدمة في السن وطويلة للغاية، ومن الصعب أن تكون متحيزات جنسيا تجاه شخص أكبر منك وأطول منك، لكني أترأس اجتماعات تضم نساء ورجالاً، وعادة يكون عدد النساء أقل مقارنة بالرجال، وعندما تتولى المرأة الحديث فيقل انتباه الرجال حول طاولة الاجتماعات، وأحيانا ما تبدأ الدردشة والأحاديث الجانبية والنميمة".
ولفتت لاغارد إلى أن "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الرجال أنفسهم في مكافحة هذا النوع من التحيز"، مضيفة أن "الدفاع عن حقوق المرأة شيء غير مخصص للنساء فقط، أعرف العديد من الرجال من النسويين المدافعين الذين يساعدون ويواجهون التمييز الجنسي"، وعلى الرغم من تحدث شخصيات بارزة مثل لاغارد عن الموضوع إلا أن التمييز بين الجنسين في مكان العمل ما زال منتشرا.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته "رابطة النساء الشابات"، أن 31 % من الشابات عانين من أحد أشكال التمييز الجنسي أثناء البحث عن عمل. وأفادت بأن 19% يتلقين أجراً أقل من زملائهن الذكور في وظائف مماثلة". وعلقت الدكتورة كارول إيستون الرئيسة التنفيذية للرابطة عند نشر هذه النتائج في سبتمبر/ أيلول 2018 " بالقول: إن "معاملة الشابات في العمل والأجور والرفاهية الخاصة بهن تتراجع كثيراً مقارنة بما يحصل عليه الشبان، وإذا كان عام 2018 بمثابة نقطة تحول لمساواة المرأة، فإننا بحاجة إلى أعمال فعلية وليست مجرد كلمات، يجب آلا نتراخي من أجل التغيير، لقد تحقق الكثير خلال 100 عام مضت، ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه".
قد يهمك أيضًا:لاغارد تُحذِّر مِن "عاصفة" اقتصادية عالمية
لاغارد تُحذِّر بلدانًا عربية مِن الازدياد السريع للديْن العام
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر