في رد مباشر على سؤال حول الاستراتيجية الاستثمارية التي يتبعها في ظل اضطرابات الأسواق المالية العالمية بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا، رد الملياردير مارك كوبان، بأنه تحول إلى النقدية.يبدو أن المستثمر الأميركي المتعدد التوجهات يعتقد أن الإبقاء على السيولة النقدية في حوزته خلال هذه الفترة سيكون الخيار الأكثر أمانًا في ظل تقلب قيمة الاستثمارات والمخاوف المتعلقة بشأن المستقبل. يقول كوبان: "ما زلت أعتقد أن الاتجاه الهبوطي للأسواق لم ينته بعد".
وبحسب تقرير لموقع "بزنس إنسايدر"، فإن توقعات كوبان تتماشى مع الملياردير جيفري جوندلاش المعروف بـ"ملك السندات"، والذي حذر الشهر الماضي من انخفاض حاد في سوق الأسهم خلال أبريل/ نيسان، يتجاوز الخسائر الضخمة التي سجلتها بالفعل خلال الأشهر الماضية.
على الرغم من أن كوبان يتوقع انخفاضًا على المدى القصير، فإن هذا لا يعني أنه متشائم بشكل صريح بشأن آفاق النمو على المدى الطويل في الولايات المتحدة. ويقول: "بعد ثلاث سنوات أو خمس سنوات من الآن، سيكون السوق صاعدا مما عليه اليوم".
ويضيف: "عندما ننظر إلى الوراء عبر العشر سنوات الماضية، نجد أن هناك بعض الشركات المذهلة التي تم إنشاؤها، والاحتفاظ بالسيولة النقدية، سيتيح لي فرصة للاستثمار بها".
لهذا السبب، فإن النهج الذي يتبعه كوبان تجاه أسواق الأسهم يستند إلى الاستراتيجية المعروفة بـ"الانتظار والترقب الشديد للنقدية". إنه يبني الآن مخزونه النقدي حتى يتمكن من توزيعه على رواد الأعمال والشركات التي ستتجاوز الأزمة بنجاح وتماسك.
ويرى كوبان أنه في ظل حالة الفوضى التي تعصف بسلاسل التوريد العالمية، ومع توقع استعادة نشاط التصنيع في الولايات المتحدة، سيكون هناك ارتفاع في أسعار المستهلكين (التضخم)، وبالتالي يعتقد أن الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية ستستفيد بشكل كبير من البيئة الحالية.
يرى كوبان أيضًا فرصًا في العقارات لمن على استعداد لتحمل المخاطر. وقال: "أحاول أن أكون نفعي وذكي. أعتقد فقط أنه سيكون هناك الكثير من إعادة التشكل. لذلك بدأت الشركات شراء الأراضي والمباني ومراكز التسوق".
وتابع: "في المدن الكثيفة الكبيرة، مثل نيويورك، بدأت في رؤية أسعار الشقق تهبط بحدة، فإذا كنت تعتقد أنك تريد العيش هناك، فقد حان الوقت للشراء. إذا كنت تعتقد أنك تريد منزلًا في منطقة تضررت بشدة فقد حان الوقت للشراء".
وفقًا لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات، فإن ثروة كوبان وهو مالك لأحد أندية السلة ومنتج ومستثمر تكنولوجي مبكر، تبلغ نحو 4 مليارات دولار، ويتكون الجزء الأكبر منها من السيولة النقدية.
يرى صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي يعاني، هذا العام، أسوأ ركود له منذ الكساد العظيم، حيث تتعرض الأسواق الناشئة والدول ذات الدخل المنخفض في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا لمخاطر عالية.
أدى الوباء الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية إلى كل ركن من أركان العالم تقريبًا إلى إغلاق الأعمال وخسارة ملايين الوظائف. تشير توقعات الصندوق إلى انتعاش جزئي في الاقتصاد العالمي في عام 2021 إذا تلاشى الوباء في النصف الثاني من هذا العام.
ويعتقد محلل أسواق المال المخضرم، ستيفن إيزاكس، أن الأسواق المالية العالمية تواجه أسوأ أزماتها منذ عام 1929، حينما اندلع الكساد العظيم الذي تسبب في خسائر حادة للاقتصاد العالمي، وذلك تزامنًا مع تخفيض كبار الاقتصاديين لتوقعاتهم وترجيحهم ركود عالمي.
قد يهمك أيضًا:
اتفاق بين السعودية والكويت لاستئناف إنتاج النفط في المنطقة الحدودية بعد توقّف سنوات
مباحثات مكثفة بين السعودية وأميركا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر