أكّد الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الوطنية العملاقة “أرامكو” السعودية، أمين الناصر، أمس (الثلاثاء)، أن بمقدور الشركة تلبية طلب عملائها على النفط باستخدام طاقتها الفائضة رغم التطورات المثيرة للقلق في الخليج العربي.
وأثارت هجمات على ناقلات نفط في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) بالقرب من مضيق هرمز عند مدخل الخليج، مخاوف بشأن سلامة السفن التي تَستخدم المسار الملاحي الاستراتيجي.
وقال أمين الناصر في سول: “ما يحدث في الخليج مثار قلق بالتأكيد”، وأضاف: “في الوقت ذاته مَرَرْنا بعدد من الأزمات في السابق... لبّينا على الدوام التزاماتنا تجاه العملاء ولدينا المرونة... وطاقة فائضة إضافية متاحة”.
وأضاف الناصر، الموجود في العاصمة الكورية الجنوبية قبيل زيارة يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن “أرامكو” لا تملك خطة لزيادة الحد الأقصى لطاقتها الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل يوميًا، بالنظر إلى أن إنتاجها الحالي يقل كثيرًا عن ذلك المستوى. وتابع: “إذا نظرت إلى إنتاجنا، فإنه يحوم حول عشرة ملايين برميل يوميًا، لذا لدينا طاقة فائضة إضافية”.
وأوضح الناصر أن “أرامكو”، وهي أكبر مورد للنفط إلى كوريا الجنوبية، تسعى لزيادة إمدادات الخام لسول، حيث لها شراكات واستثمارات مع شركات تكرير كورية جنوبية. وتمد “أرامكو” كوريا الجنوبية، خامس أكبر مستورد للخام في العالم، بما بين 800 و900 ألف برميل يوميًا.
وقالت مصادر مطلعة إن “أرامكو” ستوقع مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية الكورية الجنوبية بشأن تخزين الخام. وأضافت المصادر أن “أرامكو” تعتزم إبرام اتفاق مدته 20 عامًا مع “هيونداي أويل بنك” الكورية الجنوبية لتكرير النفط، لتوريد 150 ألف برميل يوميًا من الخام السعودي سنويًا، بينما تخطط الذراع التجارية لـ”أرامكو” لتوقيع اتفاق بيع منتجات مكررة مع الشركة الكورية.
وكانت “أرامكو” قد قالت في أبريل (نيسان) الماضي إنها اشترت 17% في “هيونداي أويل بنك”. و”أرامكو” أكبر مساهم أيضًا في “إس – أويل”، ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية.
وتتطلع شركة “أرامكو” النفطية العملاقة، التي تطوّر مصادر غاز محلية خاصة، إلى أصول غاز في الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا وأفريقيا. وقال الناصر إن “أرامكو” تُجري محادثات لشراء حصة في “مشروع الغاز الطبيعي المسال – 2” بالقطب الشمالي لشركة “نوفاتك” الروسية. وأضاف أن الشركة تُجري مناقشات بشأن شراء حصة في “ريلاينس إندستريز” الهندية، وتُجري محادثات مع شركات آسيوية أخرى بشأن فرص استثمار. وقال: “سنواصل البحث عن فرص في أسواق مختلفة وشركات مختلفة، ولكنّ هذه الأمور تستغرق وقتًا”.
كان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قد قال أول من أمس (الاثنين)، إن روسيا ترحب باستثمارات اللاعبين العالميين الرئيسيين في سوق النفط والغاز، وتابع: “نرحب بجميع الشركات المتخصصة في سوق النفط والغاز، التي هي على استعداد للاستثمار في إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي المسال”.
وأكد نوفاك لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن “المفاوضات جارية حول إمكانية مشاركة شركة النفط العالمية العملاقة (أرامكو) السعودية في (مشروع الغاز الطبيعي المسال – 2) في القطب الشمالي”، مشيرًا إلى أن “المفاوضات جارية الآن بين الشركات (نوفاتيك، وأرامكو). يناقشون الشروط التجارية والتعاقدية. حتى الآن، لم تكتمل المفاوضات، لكننا نرحب بالاستثمار في هذا المشروع من قِبل السعودية، ومن المهم تأكيد أن الصفقة ستكون وفقًا لشروط المنفعة المتبادلة التي تناسب جميع المستثمرين في هذا المشروع الكبير”.
وكشف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، بداية الشهر الجاري، اهتمام المملكة بشراء حصة في أضخم مشروع روسي للغاز الطبيعي. وقال على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي الدولي الذي عُقد في بطرسبورغ: “نعم، نحن ندرس إمكانية شراء حصة في مشروع (يامال) وليس فقط شراء الغاز من روسيا”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
قلق في "أرامكو" بسبب هجمات الخليج وارتفاع سعر النفط
"أرامكو" تعلن استثمار أكثر من 100 مليار دولار في الكيميائيات خلال العقد المقبل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر