أكد أكرم الحاج، الكاتب الصحافي والمحلل السياسي اليمني، أن هناك صراعا غير معلن بين الدول الكبرى المرتبطة بالمشهد اليمني من جهة وبين قطبي التحالف العربي، وبينهم الحكومة اليمنية من جهة أخرى، مما أدى إلى حالة من التنسيق والتقارب لدى التحالف لمواجهة الضغوط التي أوقفت عملية اقتحام مدينة الحديدة بدواعٍ إنسانية.
وأوضح الكاتب اليمني، خلال حديث خاصّ له إلى "اليمن اليوم"، أن العملية العسكرية كانت وما زالت معركة مصيرية للطرفين لعدة عوامل أبرزها أن المسيطر، على الساحل الغربي ومحافظة الحديدة هو المهيمن والمهدد للملاحة الدولية، وهو المستحوذ على الإيرادات المالية لميناء الحديدة.
وبيّن أن "جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) تعتبر الحديدة لهم غاية في الأهمية لترذخ المجتمع الدولي كورقة للمثول لشروطها كون الأساطيل والبوارج الأميركية والبريطانية والخليجية في متناولها عسكريا وتهديدا للتجارة والملاحة الدولية للبحر الأحمر"، وأكد الحاج أن "محافظة الحديدة ذات أهمية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)"، مبينا أن سقوط الحديدة في يد الطرف الآخر اكتمال الكماشة العسكرية عليهم بحسب المشاهد العسكرية لقوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية فتحركاتهم ترسم عمليات عسكرية لحصر جماعة أنصار الله (الحوثيين) في نطاق محافظة صعدة
والجوف وعمران وصنعاء ذمار"، وتابع "ما يعني تقوقعهم في نطاق إقليم أزال وهناك عدة عوامل وهي تندرج في تلك الأطماع والاستحواذ مستقبلا على ثروات البحر والساحل النفطي في ساحل تهامة والملاحة الدولية كما أسلفت".
وأوضح أن هناك ضغوطات على التحالف العربي بقيادة دولة الإمارات وهي تخوظ مهمة السيطرة على مدينة الحديدة والساحل الغربي، دولية متفاوتة من الأمم المتحدة ومن أطراف، كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ودول في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أكرم الحاج أن "التصعيد نحو الحديدة عملية لها عواقب، واحتمالية أن تسهم بتفاقم الوضع الإنساني، إلى مستويات كارثية، منذ ما يقرب من عامين"، مشيرا إلى أن تداعيات المعركة سوف تعطل ميناء الحديدة الذي تصله ما يقارب 70 في المائة من الإمدادات، بما فيها الوقود والمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، والتداعيات لن تقتصر على المدينة، وسوف تطال عواقبها المحافظات الشمالية الواقعة تحت إدارة جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وبيّن الحاج أن الضغوطات الأممية على التحالف العربي، موجودة لوقف معركة الحديدة لعدة أسباب، مؤكدا أن "لدى مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن هدفان، الأول منع الهجوم على الحديدة لتلك الأسباب الإنسانية خاصة قبل انطلاق مزاولة مهامه كمبعوث أممي والسبب الثاني بدء المشاورات وصولا إلى المفاوضات السياسية وجلوس الأطراف على طاولته الأممية".
وأكد الحاج أن زيارة مارتن للأطراف لوقف العملية العسكرية في محافظة الحديدة والتي كانت لها جاهزيتها من جميع الأطراف ناهيك بأن المصالح الدولية للدول المسيطرة على ملف الحرب في اليمن لديها مصالحها الاستراتيجية والآنية هذا ما يعني تفاهمات المصالح بين أميركا وبريطانيا
والسعودية والإمارات لم تتضح في ما بينهم، والأصح لم تقر في ما بينهم في غياب كامل بهذا الخصوص للشرعية اليمنية المغلوبة على أمرها.
وأضاف الحاج أن "إطالة الحرب في اليمن ومعركة الحديدة على وجه الخصوص هو الاستنزاف للخزينة الخليجية وعلى وجه الخصوص الخزينة السعودية
والإماراتية وصفقات الأسلحة للتحالف العربي"، وأشار إلى أن "بقاء ميناء الحديدة تحت إدارة جماعة الحوثيين، ليس أمرا مهما بالنسبة إلى الأصحاب المصالح الكبار فهو يعد أمرا استثنائيا وليس جوهريا ناهيك بأن هذه الأطراف ومن خلال بقاء ميناء الحديدة تحت إدارة جماعة انصار الله (الحوثيبن) هي ورقة مراوغة لهم بدواع إنساني فقط لا غير".
وقال الحاج إن المعارك في محافظتي حجة وصعدة وغيرهما من المدن اليمنية تعتبر ثانوية حتى وإن كانت معنوية بمقارنتها بمعركة الحديدة فهي
معركة استراتيجية والمعارك الأخرى في المحافظات هي معارك استنزاف وتشتيت لتلك القوات الموالية لجماعة أنصار الله (الحوثيين) والتي من المفترظ أن تتوافد إلى جبهة الساحل الغربي حتى تستنزف لتباغتهم قوات الشرعية والتحالف العربي في معارك أخرى بعد أن تركتها قوات جماعة أنصار الله (الحوثيين) لدعم معركة الحديدة ومن جهة أخرى هي عمليات تطويق وكماشة لقوات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وعن تصريح المبعوث الأممي مارتن غيريفت بشأن وصول اليمن إلى ما وصلت إليه سورية، في حال فشلت المفاوضات القادمة في مدينة جنيف السويسرية قال المحلل السياسي اليمني أكرم الحاج إن "هذا التصريح غير لائق لمبعوث أممي لم يجلس مع أطراف الصراع اليمني حتى جلسة مفاوضات واحدة ورسمية".
وتابع "أن هذا التصريح يؤكّد أن الموقف الدولي المعلن بما في ذلك من قبل واشنطن ولندن وغيرهم من اللاعبين الكبار يكشف عن عودة العمليات العسكرية، ولا يصب دعم الحلول عبر الأمم المتحدة".
وقال الحاج في نهاية حديثه إنّ الإرادة الدولية وفي ما يتعلق بالتحالف العربي والحكومة اليمنية، دخلت معركة الحديدة مرحلة ضبابية، يُنظر إليها على أنها الهدوء الذي يسبق العاصفة أو أنها خُطوة نحو ترجيح التفاهمات السياسية على العسكرية وهذا لن يحدث، وأردف "مِن جهة أخرى التصريح هذا للمبعوث الأممي الرفيع المستوي البريطاني الأصل أصفه بالتصريح الاستباقي لما هو قادم لليمن والتحالف العربي وهو تصريح تهديد للأطراف اليمنية
والخليجية والتصريح يحاكي الشعوب ويدعو إلى القتال"، وأشار إلى أن المبعوث الأممي يخلي كامل مسؤوليته الأممية والمؤسسة الدولية من فشله بسب أطراف الصراع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر