أكد أستاذ النقد الأدبي المشارك في جامعة عدن الدكتور محمد مسعد العودي، أنَّ اليمنيين يعيشون وضعًا مزريًا ولا يوجد سبب في ذلك غير قوى الشر التي أبت أن يخرج اليمنيون من أزمتهم ليطبقوا وثيقة الحوار الوطني فاحتلوا صنعاء وعرقلوا كل مساعي الحوار، مشيرًا إلى أن البلد يمر بمخاض صعب ويحتاج إلى معجزة إلهية، فالداخل اليمني مفخخ بقنبلة موقوتة.
وأضاف العودي، في حوار خاص لـ"اليمن اليوم"، أنّ كل شيء في البلد يتراجع حتى الأكاديمية، فرواتب مقطوعة هنا ومستحقات مقطوعة هناك. وأشار إلى أن كل يوم يزداد الوضع سوءًا وأثر ذلك على الجانب الأدبي والتعليمي والفني في اليمن بشكل كبير وملحوظ. فرؤساء جامعات ووزراء تعليم يتم اختيارهم على أساس سياسي وعمداء موالين وعسكر وأمن قومي.. ولكن ما زالت الأكاديمية هي الأحسن حالًا من غيرها بالضرورة.
ويرى أستاذ النقد الأدبي في جامعة عدن، أن القراء اليمنيين يزيدون من يوم لآخر. ومن شهر لآخر ومن سنة لأخرى.. رغم كل ما حدث ويحدث وهذا مؤشر على مستقبل مشرق، مستدلًا بأنه في كل أسبوع يمر يطلب منه أحد كتابًا إلكترونيًا وهناك مجموعات كثيرة مهتمة بقراءة الكتاب الإلكتروني تجد الإقبال عليها كبيرًا جدًا وفي المتوقع.. ثمة شريحة كبيرة سئمت السياسة واتجهت نحو القراءة وأنا منهم، مضيفًا أن قراء الرواية في ازدياد وكتابها كذلك رغم ما نحن فيه الا أن
الرواية تشهد طفرة في اليمن .فقط من يتبنى النشر؟.
وأوضح العودي رؤيته لليمن، قائلًا "البلد يمر بمخاض صعب ويحتاج لمعجزة إلهية لكننا يجب أن نتفاءل لكي نعيش بتوازن.. القوى السياسية مرتهنة للخارج الإقليمي وهو يعيش لحظة تناقضات حادة .. والخارج الإقليمي مرتهن لقوى دولية هي الأخرى متقاطعة المصالح شديدة التباين.. والداخل اليمني مفخخ بقنبلة موقوتة لا ندري متى ستنفجر بنا المشكلة في النشر والقدرة على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء.. الدول الأخرى تدعم مثقفيها وأدباءها بوصفهم الوجه المشرق للبلد ونحن تضع السلطة حولك خمس دوائر حمراء".
واعتبر أن "الأدب لم يتراجع في بلدنا مطلقًا بل تطور كثيرًا.. إذ توج عمران بجائزة كتارا في قطر وحصلت قصة سعيد المحثوثي على المرتبة الأولى عربيًا في الأردن وفاز الشاعر أسامة المحوري على المرتبة الأولى في الشعر في
القاهرة, وكل واحد من هؤلاء أصدر كتابًا في مجاله خلال هذه الفترة, وهناك روايات نشرت ودواوين شعر, وكتب نقدية, أغلبها من عمان والقاهرة وبيروت.
وأشار إلى "غياب واضح للأصوات الوطنية وكل يغني على ليلاه، وهناك تفكير بالانتقام، موضحًا أنه لا يمكن الخروج من هذه الكراهية إلا بمعرفة أسبابها، وغالبا تكون استخباراتية, حين نصل إلى مرحلة اللاعيش وسنصل سندرك حينها أهمية التعايش وسنتعايش".
وشدد على أن الأكاديميين ليس بمقدورهم أن يتخذوا موقفًا.. متسائلًا هل نرفع شعارات ولافتات. القوى الظلامية لا تلتفت الى اللافتات والشعارات، معلقًا أن دور الأكاديميين لا يتعدى "الأطرش في الزفة".
وتابع حديثه لـ"اليمن اليوم"، لا أستطيع أن أتكهن بمستقبل المجلس الانتقالي الجنوبي, إذ يفتقد للشفافية والوضوح.
وأردف الدكتور محمد مسعد العودي أن" موطنه عدن جزء من الوطن والمشكلة لا تختلف كثيرًا, نحتاج حلًا لمشكلتنا جميعا فلماذا نعطي عدن هذه القداسة لكن أكبر مشكلة تواجه ابن عدن تحديدًا من هو ابن عدن أولًا".وردًا على سؤال بشأن الطريق الصحيح لردم فجوة الخلافات بين اليمنيين قال إن الحل بيد التحالف والتحالف ليس بيد نفسه.
وأعلن الأكاديمي اليمني في ختام حديثه، أن لديه 13 إصدارًا, وستصدر له رواية من الأردن خلال الأيام المقبلة وكتاب نقدي من اليمن, مؤكدًا أنه لم ينقطع عن الكتابة، ويعمل على إكمال كتاب نقدي جديد عنوانه.. "رحلة المقالح من الشك إلى اليقين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر