كشف المحلل السياسي اليمني، والخبير في الشؤون الاستراتيجية، علي الذهب, أن دور المبعوث الأممي ينحصر في تقريب وجهات النظر، وليس فرض الحل على الطرفين؛ مضيفًا أن نجاح المبعوث الأممي مرهون بجدية طرفي الحرب، خاصة الداعمين الخارجيين.
وأكد الذهب في حوار مع "اليمن اليوم" أن "مارتن غريفيث يتمتع بقدرة كبيرة على التأثير في قيادات الطرفين اليمنيين، والتحالف، وهذا ما كشفته تحركاته خلال الأشهر العشرة الماضية، بخاصة الأخيرة منها، لافتًا إلى ما يحظى به غريفث من دعم كبير من قبل بلاده، المملكة المتحدة، التي تثابر، علنًا، لإنجاحه، وفي إطار أجندات مختلفة، تتقاسم محتوياتها مع أطراف دولية وإقليمية فاعلة.
وأوضح "أن هذه الجولة من المفاوضات، تُمثّل حلقة من سلسلة طويلة، وأن التقدم فيها، يعتمد على ما سيتحقق، عمليًا، خلال هذا الشهر، بخاصة فيما يخص "ملف الأسرى والمعتقلين".
وأشار الذهب إلى أن "التركيز، موجّه نحو محورين، هما: المحور الإنساني، والمحور العسكري, مضيفًا، "و سيكون المحور السياسي مُحصلّة طبيعية للنجاح المحقق في هذين المحورين.
وأكّد الذهب أن فتح مطار صنعاء أمام حركة الملاحة الدولية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية عبره وعبر ميناء الحديدة، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، ودفع مرتبات الموظفين المنقطعة من أكثر من عامين، أبرز قضايا المحور الأول", أما عن المحور العسكري، يندرج فيه وقف العنف المسلّح أو "التخفيف من العنف" على حد توصيف المبعوث الأممي".
وتابع "يُلاحظ الآن، استمرار إطلاق الحوثيين للصواريخ على المدن السعودية، والمدن اليمنية الخاضعة للشرعية.
وقال الخبير الاستراتيجي اليمني، "رغم الوعود التي حصل عليها المبعوث الأممي، بشأن وقف الأعمال العدائية المتبادلة، إلا أن الفصل بين المسار العسكري والمسار السياسي سيظل قائما، وهذا ما كان سائدًا في المفاوضات التي قادها المبعوث الأممي السابق، ولد الشيخ أحمد".
وأوضح أن الحوثيين سيستمرون في إطلاق الصواريخ بين الحين والآخر، لما تحمله من رسائل سياسية,و باشروا ذلك ,باستهداف مناطق من جيزان السعودية، بصواريخ عدة، بالتزامن مع انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات، وستكون ردة فعل الطرف الآخر مماثلة، بل قد تكون أقوى"،
وأكّد الذهب أن جعل الملف السياسي مسألة تالية للملفين؛ الإنساني والعسكري، أمر مثير للاستفهام، مشيرًا إلى أن ذلك يصب في مصلحة الحوثيين، الذين باتوا يتحدثون عن "فترة انتقالية"؛ ما يعني إسقاطًا دراماتيكيًا للسلطة الشرعية"
.
النتائج المحتملة
قال الخبير الاستراتيجي اليمني علي الذهب إن، كل النتائج مرهونة بالتقدّم في المحور الإنساني للمفاوضات، الذي من أبرز نقاطه: إطلاق الأسرى والمعتقلين، بخاصة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس ناصر هادي، والسياسي بحرب الإصلاح محمد قحطان، والقائد العسكري فيصل رجب, وهذه العملية قد تستغرق أكثر من شهر.
وتابع،" أن التقدم في هذا المحور سيفتح آفاقًا كثيرة للحل بخاصة, إذا ما وضع حدا لنشوب أي صدام مسلح في الحديدة مرة أخرى".
ميناء الحديدة
وأوضح علي الذهب أن الحوثيين يدفعون منذ نحو شهرين، بالمئات من المقاتلين إلى الحُديدة، وهذا مؤشر على أن وضع الميناء سيظل فتيلًا مشتعلًا. وتابع"ففي حال تعثرت المفاوضات بشأن مصيره، فإن المواجهة المسلحة ستستأنف، وقد تطول معركة السيطرة عليه أو تقصر".
وأضاف "وفي حال حصول تسوية سياسية تعطي الحوثيين وجودًا عسكريًا في المدينة، مقابل التخلي عن إدارة الميناء، حتى استكمال المفاوضات برمتها، فإن ذلك لن يُعمّر طويلًا، وسيلعب هذا الوجود دورًا كبيرًا في نشوب القتال على الميناء من جديد".
التفاؤل في الشارع اليمني
وأشار المحلل السياسي اليمني ، إلى أن ارتهان طرفي الحرب اليمينية لقوى خارجية لا تراعي إلا مصالحها، بالإضافة إلى تصلّب كل طرف تجاه مواقفه، كل ذلك يقلل من حجم هذا الأمل، ولعل ذلك شعور شريحة كبيرة من المجتمع اليمني".
وقال عن النتائج السلبية في حال أخفقت مفاوضات السويد، إن ذلك سيضاعف معاناة المواطن اليمني، وبؤسه،من ويلات الحرب، التي يتجرعها منذ ما يقرب من أربع سنوات". مؤكدًا أن "سكان مدينة الحديدة، سيكونون أكثر تضررًا من غيرهم، وستطول الحرب كثيرا، ولن تفضي الحرب كلها إلى انتصار طرف على آخر؛ لأن اللاعبين الدوليين لا يريدون ذلك".
واختتم الذهب حديثه قائلًا "الأهم من هذا، أن اليمن سيتجزأ، ولو مؤقتًا، كما حدث للصومال، الذي لم يتعاف، حتى اليوم، من الحرب، والتدخلات الدولية والإقليمية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر