عادة ما تمنح مجلة "تايم" العريقة جائزتها لأفضل رياضي في العام إلى شخص واحد بصفته الرياضي الأبرز على مدار العام.
ولكن المجلة الشهيرة فاجأت الجميع بمنح جائزة "أفضل رياضي لعام 2019" إلى المنتخب الأميركي لكرة القدم النسائية الفائز بلقب كأس العالم للسيدات هذا العام في فرنسا.
وجاء منح الجائزة للمنتخب الأميركي للسيدات ليحمل العديد من الدلالات مع نهاية العام الحالي الذي يمكن اعتباره عام كرة القدم النسائية بعدما شهد بطولة عالمية تمثل نقطة تحول مثيرة في عالم الكرة النسائية.
ونال المنتخب الأمريكي للسيدات إشادة بالغة هذا العام ليس فقط لفوزه بلقب المونديال للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخ البطولة وإنما أيضا لتصريحات لاعباته وفي مقدمتهن ميجان رابينوي للمطالبة بضرورة المساواة بين السيدات والرجال فيما يتعلق بالمستحقات المالية في عالم كرة القدم.
وساهم المنتخب الأميركي في الارتقاء بمستوى مونديال السيدات بفرنسا منتصف هذا العام حيث قدم عروضا رائعة في البطولة كما كانت قوة المنافسة على اللقب والمفاجآت التي شهدتها البطولة بمثابة نقطة تحول في تاريخ مونديال السيدات بشكل خاص وكرة القدم النسائية بشكل عام.
واستضافت فرنسا واحدة من أبرز بطولات كأس العالم لكرة القدم للسيدات حيث أقيمت البطولة بمشاركة 24 منتخبا للنسخة الثانية على التوالي لكن هذه النسخة قدمت معايير جديدة للمنافسة وشهدت مستويات رائعة كما شهدت أكثر من رقم قياسي كان للمنتخب الأميركي نصيب الأسد فيها.
وتوج المنتخب الأمريكي عن جدارة واستحقاق باللقب للنسخة الثانية على التوالي بعد تغلبه في النهائي على المنتخب الهولندي المتوج في 2017 باللقب الأوروبي والذي بلغ نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخه علما بأنه خاض البطولة للمرة الثانية فقط.
واستحوذت لاعبات المنتخب الأمريكي على نصيب الأسد من الجوائز بقيادة ميجان رابينوي التي فازت بجائزتي أفضل لاعبة في هذه النسخة وكذلك بلقب هدافتها برصيد ستة أهداف وبالتساوي مع زميلتها أليكس مورجان التي احتلت المركز الثاني في قائمة الهدافين ، بينما أحرزت الهولندية ساري فان فينندال جائزة القفاز الذهبي لأفضل حارسة مرمى في البطولة بعدما لعبت دورا بارزا في الوصول بالفريق الهولندي إلى النهائي.
وإلى جانب اللقب العالمي ، حصل المنتخب الأمريكي على جائزة مالية بلغت أربعة ملايين دولار وهو ضعف ما حصل عليه الفريق لدى فوزه بالنسخة السابقة عام 2015 .
ولكن ظلت الجوائز المالية للبطولة مثار جدل كبير وكذلك المكافآت والرواتب التي يحصل عليها المنتخب الأمريكي من الاتحاد الوطني في بلاده لاسيما وأن المنتخب الفرنسي حصل على 38 مليون دولار هي قيمة الجائزة المالية للفائز باللقب في مونديال 2018 للرجال بروسيا.
ونال مونديال السيدات في فرنسا إشادة بالغة كما حقق مستويات هائلة في المشاهدة التلفزيونية وحقق العديد من الأرقام القياسية على مختلف الأصعدة داخل وخارج الملعب.
وأكدت مجموعة الدراسات الفنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن هذه النسخة من مونديال السيدات هي الأفضل حتى الآن ليس فقط خارج الملعب وإنما بداخله أيضا.
وقالت الأمريكية آبريل هنريكس رئيس المجموعة : "بطولة كأس العالم 2019 بفرنسا هي أكثر نسخة مبهرة من بطولات كأس العالم للسيدات على مدار التاريخ. شاركت وشاهدت بطولات كأس العالم للسيدات منذ نسختها الأولى عام 1991 ، وأرى أن نسخة 2019 هي الأفضل حتى الآن".
وأشارت : "أكثر الأمور إبهارا في هذه النسخة كان التأثير الكبير للتحولات الهجومية. المنتخبات المشاركة أظهرت قدرتها على التحول السريع والفعال إلى الشق الهجومي. من الناحية العملية ، اتسمت جميع الفرق بالخطورة في هجماتها المرتدة السريعة".
وأوضح التقرير الفني أن 9 % فقط من التمريرات في هذه البطولة كانت تمريرات طولية وهو ما يقل عن نسبة التمريرات الطولية في النسختين السابقتين في 2011 و2015 ما يعني أن المنتخبات المشاركة أصبحت أكثر حرصا على التمرير القصير الدقيق وبناء الهجمات بمزيد من الصبر بدلا من التقدم بشكل مباشر.
كما أشار التقرير إلى وجود تحسن كبير في مستوى حارسات المرمى خلال البطولة حيث شهدت هذه النسخة تصديات رائعة للكرة لتبلغ نسبة التصدي للكرة 70 % بزيادة 5 % عن النسخة السابقة عام 2015 .
وبلغت نسبة النجاح في ضربات الجزاء 72 % فقط مقابل 82 % في نسخة 2015 .وإلى جانب مستوى الأداء المتميز لحارسات المرمى اللاتي وصلن بفرقهن إلى دور الثمانية ، كانت هناك حارسات أخريات لفتن الانتباه مثل كريستياني إندلر حارسة مرمى منتخب تشيلي التي كانت رائعة.
وفي هذه النسخة من مونديال السيدات ، أسهمت حارسات المرمى بشكل هائل في نجاح فرقهن ليس فقط فيما يتعلق بالتصدي للتسديدات وإنما أيضا في بناء اللعب.
وحظيت البطولة بمشاهدة إجمالية قياسية عبر جميع المنصات ، وكشف الفيفا أن إجمالي عدد مشاهدي البطولة على شاشات التلفزيون داخل المنازل وعلى المنصات الرقمية أو خارج المنازل بلغ 12ر1 مليار مشاهد من بينهم 5ر993 مليون مشاهد شاهدوا دقيقة واحدة على الأقل من مباريات البطولة عبر شاشات التلفزيون ، بزيادة 30 % عما كان عليه الوضع في نسخة 2015 بكندا والذي بلغ فيها العدد 764 مليون مشاهد عبر شاشات التلفزيون.
كما بلغ عدد المشاهدين عبر المنصات الرقمية 5ر481 مليون مشاهد مقارنة بعدد أقل كثيرا في نسخة 2015 التي اقتصر فيها العدد على 86 مليون مشاهد عبر هذه المنصات.
وبهذا بلغت نسبة المشاهدة عبر المنصات الرقمية في نسخة 2019 نحو 43 % من إجمالي عدد المشاهدين للبطولة عبر مختلف الوسائل.
كما بلغ عدد مشاهدي المباراة النهائية للبطولة ، والتي فاز فيها المنتخب الأمريكي على نظيره الهولندي ، أكثر من 260 مليون مشاهد. وأشار الفيفا إلى أن عدد مشاهدي البث المباشر للمباريات كان أكثر من ضعف نظيره في النسخة السابقة عام 2015 .
وحققت المباراة النهائية رقما قياسيا في عدد المشاهدين حيث بلغ متوسط مشاهدي البث المباشر 18ر82 مليون بزيادة 56 %عما كان عليه في نهائي 2015 (56ر52 مليون) ، كما بلغ إجمالي عدد المشاهدين للنهائي 62ر263 مليون مشاهد (لدقيقة واحدة على الأقل) وهو ما يمثل 9ر22 % من إجمالي عدد مشاهدي البطولة.
وشهدت البطولة 52 مباراة أقيمت في ملاعب تسع مدن بفرنسا وتم بث المباريات إلى 205 دول مختلفة حول العالم. وبلغ متوسط المشاهدة في مباريات البطولة 27ر17 مليون مشاهد للمباراة الواحدة وهو ما يزيد على ضعف نظيره في مباريات نسخة 2015 بكندا والذي بلغ فيها 39ر8 مليون مشاهد للمباراة الواحدة.
وقد يكون الفضل في هذه الأرقام القياسية هو التوزيع الهائل للمباريات على شبكات بث تلفزيونية متميزة في العديد من البلدان ما جذب اهتماما كبيرا من المشاهدين لمتابعة مباريات منتخبات بلادهم خاصة البرازيل وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.
وقال السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا إن مونديال السيدات في فرنسا كان أكثر من كونه بطولة رياضية.
وأوضح : "مونديال 2019 للسيدات كان ظاهرة حضارية جذبت اهتماما إعلاميا أكبر من أي وقت سابق وشكلت منصة لكرة القدم النسائية من أجل الوجود في بؤرة الضوء. كسر حاجز المليار مشاهد يظهر القوة الدافعة لمباريات السيدات ويؤكد أن المشجعين سيرغبون دائما في المشاهدة إذا نجحنا في الترويج والبث لكرة قدم ذات مستويات عالمية سواء كانت للرجال أو السيدات".
قد يهمك أيضًا:
منتخب السويد إلى ثاني أدوار مونديال السيدات 2019
المنتخب الأميركي للسيدات يعود إلى بلاده بعد التتويج بكأس العالم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر