لندن - سليم كرم
لا يوجد شيء يعكس مدى أهمية الظهيرين في كرة القدم الحديثة أكثر مما فعله مانشستر سيتي، بإنفاق مبلغ ضخم على شراء ثلاثة لاعبين، إضافة إلى قطع خطوات نحو ضم اللاعب الرابع.
وأصبح بنيامين ميندي، أحدث لاعب ينضم لسيتي، الإثنين، مقابل نحو 49 مليون جنيه إسترليني، وبعدما ضم فريق بيب غوارديولا أيضًا دانيلو من ريال مدريد مقابل 26 مليون إسترليني، الأحد، وقبلها كايل ووكر من توتنهام هوتسبير، مقابل 45 مليون إسترليني، ليصبح المجموع الكلي أكثر من 120 مليون جنيه إسترليني "156.35 مليون دولار".
ومع إبرام تلك الصفقات تبدو نية غوارديولا واضحة لتعزيز خط الدفاع، وإضافة المزيد من الخيارات الهجومية خلال الموسم الجديد، وفي السابق كانت تقتصر مهمة الظهير على فرض رقابة على جناح الفريق المنافس لكنه بات الآن مطالبًا بالعديد من الأدوار الهجومية أيضًا، وسيعتمد غوارديولا بكل تأكيد على هذا الثلاثي حتى يمنح دفعة هائلة في وصول الكرات إلى المهاجمين المتميزين في الفريق.
ومع موناكو نجح ميندي الظهير الأيسر لمنتخب فرنسا، في تمرير خمس كرات حاسمة في الدوري إضافة إلى ثلاث تمريرات حاسمة في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يؤشر إلى تعزيز هجوم سيتي في الموسم الجديد.
وربما لا يوجد غير سيتي الذي يفكر في دفع هذا المبلغ الضخم، الذي يساوي أربعة أمثال المبلغ الذي دفعه موناكو إلى مارسيليا لضم اللاعب البالغ عمره 23 عامًا، منذ 12 شهرًا فقط، لكن في الواقع كانت سرعة وقوة وذكاء ميندي من الأمور المؤثرة في نجاح موناكو خلال الموسم الماضي.
وأقنع غوارديولا، الذي كان شاهدًا على المستوى الرفيع لميندي خلال خروج سيتي من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام موناكو، إدارة ناديه بإنفاق هذا المبلغ على لاعب قد يخوض مباراته الودية الأولى مع الفريق أمام ريال مدريد في لوس أنجلوس، الأربعاء.
ومن المرجح أن يستخدم غوارديولا سياسة التناوب في مركز الظهير بعد ضم دانيلو، الذي يستطيع اللعب ناحية اليمين أو ناحية اليسار كبديل لميندي ووكر، كما ذكرت تقارير أن سيتي لا يزال يتفاوض لضم ظهير جديد.
وفي الموسم الماضي تسبب مركز الظهير في إحباط كبير لغوارديولا الذي أكد أنه افتقر للحلول بعد الإخفاق في الفوز بقمة مانشستر والتعادل دون أهداف مع يونايتد في أبريل/ نيسان الماضي، وفي ذلك الوقت تحدث غوارديولا عن الظهيرين بابلو زاباليتا، 32 عامًا، وألكسندر كولاروف "31" في ظل جلوس بكاري سانيا "34" وجايل كليشي "31"، على مقاعد البدلاء وهو الرباعي الذي يبلغ مجموع عمره 128 عامًا.
وقال غوارديولا، الذي أسفر إحباطه عن الاعتماد على فرناندينيو لاعب الوسط في مركز الظهير: "لا نملك ظهيرين بوسعهما التقدم إلى الأمام والعودة للخلف بشكل متكرر لأن كلهم أعمارهم 33 و34 عامًا، ولذلك ينبغي التأقلم مع اللاعبين المتاحين".
ورحل الرباعي المذكور سابقًا، وبات من المنتظر أن يعتمد غوارديولا في موسم 2017-2018 على اللاعبين الجدد في مركز الظهير إلى جانب وجود أكثر من جناح سريع ومتميز مثل ليروي ساني ورحيم سترلينج، وكذلك برناردو سيلفا المنضم حديثًا أيضًا من موناكو.
ومع وجود سيرغيو أغويرو وغابرييل جيسوس وكيفن دي بروين وديفيد سيلفا، فإن قدرة سيتي على تهديد مرمى المنافسين قد زادت كثيرًا بشرط أن ينجح غوارديولا في دمجهم معًا، وإذا فشل في ذلك فإن سيتي ربما يكون قد ارتكب واحدة من أغلى الأخطاء في تاريخ كرة القدم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر