لندن -اليمن اليوم
توصلت دراسة حديثة قام بها علماء من المركز القومي للبيانات الثلجية والجليدية في جامعة كولورادو، إلى أن أبرد مكان على وجه الأرض أكثر برودة مما كان يُعتقد سابقاً.
واكتشف الباحثون ودياناً صغيرة بالقرب من الجزء العلوي من الغلاف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، حيث تصل الحرارة إلى ما يقرب من 100 درجة مئوية تحت الصفر في فصل الشتاء.
ويمكن للنتائج أن تغيّر فهم الباحثين لكيفية تعرّض سطح الأرض لدرجات الحرارة المنخفضة.
واستخدم الباحثون بيانات الأقمار الاصطناعية بين عامي 2004 و2016، للتوصل إلى درجة الحرارة 100 تحت الصفر، حيث أن الهضبة الشرقية لمنطقة القطب الجنوبي هي منطقة قاحلة ثلجية، لا تتوفر فيها أدوات قياس الطقس السطحية.
ووجد الباحثون أن الوديان الصغيرة المنخفضة في الطبقة الجليدية من القطب الجنوبي، تستقطب أدنى درجات الحرارة. ونظراً لأن الهواء البارد كثيف، فإنه يصبّ في الوديان، حيث يبقى عالقاً لعدة أيام عندما تكون السماء صافية والرياح خفيفة.
ووجدت الدراسة أن الهواء الجاف هو أيضاً مفتاح درجات الحرارة شديدة البرودة. وهذا يسمح لسطح الثلج والهواء فوقه بالتبريد أكثر، حتى تتغير الظروف الجافة ويختلط الهواء البارد مع الهواء الأكثر دفئاً في الغلاف الجوي.
وقال تيد سكامبوس، أحد كبار الباحثين في المركز القومي للبيانات الثلجية والجليدية في الجامعة، والمعدّ الرئيس للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة American Geophysical Union، "في هذه المنطقة، نرى موجات من الهواء الجاف بشكل لا يصدّق، وهذا يسمح للحرارة بالانتقال من السطح إلى الهواء بسهولة أكبر".
ولكي تنخفض درجة الحرارة إلى أدنى مستوى، يجب أن تستمر السماء الصافية والهواء الجاف لعدة أيام. وقال سكامبوس إن درجات الحرارة قد تنخفض قليلاً إذا استمرت الظروف لعدة أسابيع، ولكن هذا من المستبعد.
وأعلن الباحثون لأول مرة عام 2013 أنهم وجدوا أدنى درجات حرارة على سطح الأرض في المنطقة. وسجلت أجهزة الاستشعار الموجودة على عدة أقمار اصطناعية درجات تقل عن 93 درجة مئوية تحت الصفر، في العديد من المواقع على هضبة أنتاركتيكا الشرقية، وهي هضبة ثلجية مرتفعة في وسط أنتاركتيكا تشمل القطب الجنوبي.
ولكن الباحثين راجعوا تلك الدراسة الأولية ببيانات جديدة من أداة MODIS على متن القمرين الاصطناعيين "تيرا" و"أكوا" التابعين لناسا، بالإضافة إلى بيانات أجهزة الاستشعار على أقمار البيئة التشغيلية القطبية التابعة لـ ـNOAA، ووجدوا أن درجات الحرارة تصل بالفعل إلى أقل من 98 درجة مئوية تحت الصفر، خلال الليلة القطبية الجنوبية، ومعظمها خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس).
وعندما أعلن الباحثون لأول مرة أنهم اكتشفوا أبرد درجات الحرارة على الأرض منذ 5 سنوات، قرروا أن السماء الصافية والرياح الخفيفة الثابتة مطلوبة لحدوث انخفاض في درجة الحرارة. (عن "ديلي ميل"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر