أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن اجتماع القادة في قمة عمّان، تشكل فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن ان تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات.
وقال خلالة كلمة ألقها في إجتماع الوزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، بعد تسلمه رئاسة اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية من نظيره المورتاني، "صحيح أن بيننا اختلافات في الرؤى والسياسات، لكن تجمعنا أيضا توافقات تجعل من اعتماد مواقف منسقة لمعالجة الأزمات، وتحقيق الإنجازات، خيارا متاحا".
وأضاف الصفدي "نجتمع في زمن عربي صعب، تسوده الأزمات والصراعات التي تحرم منطقتنا الأمن والاستقرار اللذين نحتاجهما لنلبي حقوق شعوبنا في التنمية، وفي التعليم، وفي العمل، وفي الأمل".
وأوضح ان النظام الإقليمي العربي عجز عن حل الأزمات ووقف الانهيار، حيثُ تراجعت ثقة المواطن العربي بمؤسسات العمل العربي المشترك أكثر، وغاب التنسيق والفعل العربي المؤثران، فتسلل الغير عبر الفراغ ليتدخلوا في شؤوننا، وليحيلوا عديد حواضر عربيةً ساحات صراع نفوذ وأجندات.
وأكد الصفدي أننا نتفق على مركزية القضية الفلسطينية، ورفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، شرطاً لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
وتابع الصفدي "نتفق أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلاله وسيادتها".
وفيما يتعلق باليمن، قال الصفدي "إننا نريد حلا في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، كما نسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق (الصخيرات)، ويحقق المصالحة الوطنية." كما أكد الصفدي الإجماع العربي على أن الإرهاب مسخ يجب استئصاله حماية لشعوبنا، ودفاعا عن قيمنا، وندرك أن هزيمة الضلالية الإرهابية تستوجب الانتصار على الجهل واليأس، وتعميم الفكر المستنير، وتكريس المواطنة والعدالة.
كما أكد ان الأمة العربية تجمع على أن حرمان ما يزيد عن 12 مليون طفل عربي في سن الدراسة من حقهم في التعليم كارثة تنذر بفشل مستقبلي، لا يستطيع عالمنا العرب العيش معه، في حين تتفق على ضرورة تمكين الشباب وتزويدهم التعليم والمهارات وتوفير فرص العمل والإبداع والتميز لهم.
وأكد الصفدي ان ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، غير ان التحديات المشتركة تفرض عملا مشتركا لمواجهتها وتجاوزها، مبيناً ان نظامنا العربي الإقليمي ليس كاملا، لكنه أفضل ما نملك، ونستطيع أن نطوره ونفعّله عبر توافقات على برامج عمل عملية موضوعية واقعية، تضعنا على الطريق نحو معالجات أكثر فاعلية للمشاكل والأزمات، وتعيد ضخ الأمل في مجتمعاتنا "أن بعد هذا الراهن القاسي فرص للتنمية وللإنجاز".
وكان الصفدي رحب في بداية كلمته بالاشقاء العربي على أرض الممكلة الأردنية الهاشمية "وطن الوفاق والاتفاق العربي"، التي ستظل تتبنى العمل العربي المشترك، وتنشد التضامن العربي خيارا تفرضه مصالحنا العربية.
وأشار إلى الإيمان في الأردن بالتعاضد العربي كإرث راسخ لا يتغير، وحيثُ التزام العمل العربي المشترك، لتعزيز قدراتنا تجاوز التحديات، وبناء المستقبل الأفضل، الذي يوفر الحياة الحرة الكريمة المنجزة لشعوبنا، نهج ثابت لجلالة الملك عبدالله الثاني.
كما توجه بالشكر لوزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة الدكتور أسلكو ولد أحمد أزيد بيه، على الجهود الطيبة التي بذلتها بلاده خلال ترأسها للقمة العربية في دورتها العادية الـ27، ولأمين عام جامعتنا العربية، الأخ أحمد أبو الغيط، ولكل كوادر الجامعة، على ما يبذلون من جهود حثيثة لتوفير أسباب النجاح لقمة عمّان العربية في دورتها الحالية.
وقال أمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ان القلب العربي ما زال حيا رغم حالة القلق التي تعتري المواطن العربي الغيور على مصير امته وهو قلق مشروع في ظل ما تشهده المنطقة من تغيرات، موضحا ان دلالة ذلك ان من نزحوا عن ديارهم وجدوا الملاذ الآمن والاستضافة الكريمة لدى اخوانهم ما يعكس المشاعر العروبية الصادقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر