صنعاء - اليمن اليوم
في أحد أودية تهامة، غربيّ اليمن، توقف المزارع علوان الشاجري منذ أكثر من عام عن زراعة نصف مساحة الأرض الزراعية التي يحوزها، بسبب ما يعانيه كغيره من المزارعين، من عدم القدرة على الري وتشغيل مضخّات نقل المياه.
ويشكو هذا المزارع كذلك في حديثه لـ"العربي الجديد"، من عجزه عن ملاحقة التغييرات الحاصلة في المواسم الزراعية، إذ يواجه المزارعون تبعات كارثية لتساقط الأمطار في غير مواسمها، وما يرافقها من سيول وفيضانات تلحق أضراراً بالغة بمزارعهم وبنظام الري الذي تدهور خلال الفترة الأخيرة.
وأدى استمرار أزمة الوقود المتكررة إلى تفاقم الصعوبات في جميع قطاعات الاقتصاد اليمني، مثل الزراعية، حيث أصبحت تكلفة الري بعيدة المنال بالنسبة إلى المزارعين الريفيين، نظراً لارتفاع تكلفة النقل المتزايدة التي يجري في الغالب نقلها إلى المستهلكين، والتي بدورها ترفع من تكاليف التشغيل للشركات وتؤثر سلباً بدخل الأسرة المعيشية.
المُزارع في محافظة ذمار، شماليّ اليمن، مستور حميد، يشكو بدوره لـ"العربي الجديد"، ارتفاع تكاليف الري باستخدام الأدوات المساعدة، كالطاقة الشمسية، التي أصبح كثير من المزارعين يستخدمونها مضطرين، نتيجة انعدام الديزل وارتفاع أسعاره وصعوبة توفيره، في نقل المياه وريّ محاصيلهم الزراعية، وذلك بسبب المبلغ المالي الباهظ لتوفير العدد الكافي من ألواح الطاقة البديلة، وما ينجم عنها من تبعات وأضرار على الأراضي والمحاصيل المزروعة.
وتكالبت على اليمن مجموعة من الأزمات المركبة التي سبّبت دخول غذاء اليمنيين منذ نحو عام مرحلة الخطر الشديد، وتفاقم تبعاته الكارثية على مختلف سكان البلاد. ويُعَدّ انعدام الأمن الغذائي من القضايا التي تفاقمت بصورة غير مسبوقة في اليمن، حيث تشير آخر النتائج المرجعية التي أُجريَت، إلى ارتفاع عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن إلى نحو 13.5 مليون شخص حتى ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020، من إجمالي عدد السكان الذي يقدَّر بنحو 29 مليون نسمة.
وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة الإحصاء بوزارة الزراعة، كما اطلعت عليها "العربي الجديد"، إلى معاناة القطاع الزراعي في اليمن من تعدّد نظام الري الذي يعتمد على الأمطار بنسبة كبيرة تصل إلى نحو 47%، ثم الآبار الجوفية بنحو 38%، إلى جانب السيول الناتجة من الأمطار بحوالى 10%، والنسبة الباقية للسدود وطرق أخرى.
قد يهمك ايضا:
منع تداول العملة الحديثة في مناطق الانقلابيين يشل الاقتصاد اليمني
ازدهار تجارة نبتة "القات" المخدرة رغم انهيار الاقتصاد اليمني
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر