تونس - اليمن اليوم
الإنسان العاقل وجد في تونس منذ 100 ألف سنة قبل الميلاد، تلك أهم المعطيات العلمية المقدمة في ندوة صحفية بموقع "غيطان الشرفة" الأثري بنفطة المكتشف في سبتمبر 2016، وهو موقع يمسح سبعة هكتارات.
وجاء في ندوة عقدتها غرفة تنمية السياحة الواحية والصحراوية بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث وبحضور فريق البحث الذي أشرف على الاكتشاف تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، أن الإنسان العاقل ترك في هذه المنطقة بقايا لأدوات صوانية إلى جانب بقايا أحافير لحيوانات عاشت في المنطقة على غرار الأسد ووحيد القرن والغزلان والبقريات والحصان الوحشي، وهي شواهد على أن البيئة في هذا المكان كانت مخالفة لما هي عليه الآن، حيث كانت أشبه بمناخ السافانا بحسب ما قدمه الباحث ورئيس غرفة تنمية السياحة الواحية والصحراوية نبيل القاسمي.
وبيّن نبيل القاسمي أن ما عثر عليه دليل على أن الإنسان مرّ من هذا المكان للوصول إلى أوروبا منذ 100 ألف سنة، بما يحيل على أن شط الجريد وشط الغرسة بمنطقة الجريد كانا بركا للمياه العذبة في ذلك الوقت حيث تم العثور على بقايا أسماك تعيش في المياه العذبة.
ومن جهتها أوضحت نبيهة عوادي باحثة ورئيسة قسم ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني للتراث، أن هذا الموقع الذي اكتشف منذ سنة 2013 وانتهت حفرياته في سبتمبر 2016، يضم عظاما وبقايا أحافير لحيوانات برية عديدة تنتمي إلى الحضارة العاترية بشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن أهمية الاكتشاف تكمن في معرفة تاريخ الإنسان العاقل ومراحل تطوره وتنقله من جنوب وشرق إفريقيا في اتجاه الشمال نحو أوروبا متتبعا البحيرات والوديان وعيون المياه في رحلته، ومن بينها جهة الجريد التي كانت تضم بحيرات مياه عذبة.
وأشار الباحثان القاسمي والعوادي إلى أهمية توظيف هذا الاكتشاف علميا في تكوين الطلبة وكذلك تثمينه لفائدة الجهة، وتوجها بدعوة إلى الوزارات المعنية لإحداث مركز علمي يؤرخ للمنطقة وللفترة التي تنتمي إليها، فضلا عما يمكن أن يمثله هذا الموقع من أهمية تنموية في الترويج للسياحة.
وتمّ الإعلان عن بدء عدة إجراءات لتثمين وتوظيف الموقع، إذ تولى المعهد الوطني للتراث وفق ممثله في ولاية توزر مراد الشتوي الإشراف عليه رسميا ليتم في قادم الأيام تخصيصه وتحويل ملكيته لفائدة المعهد الوطني للتراث، لتوفير الاعتمادات المالية لتسييجه وحمايته وتعبيد المسلك المؤدي إليه مع توفير حراس للموقع بالتنسيق مع بلدية نفطة.
تجدر الإشارة إلى أن فريق البحث الذي أشرف على الاكتشاف، يضم باحثين من جامعة سوسة ومن المعهد الوطني للتراث ومن الجامعة الملكية البريطانية وجامعة أكسفورد. وقد تم تمكين فريق البحث من منحة بقيمة 23 ألف دولار من المؤسسة العالمية ناسيونال جيوغرافيك لإتمام البحوث والحفريات بالموقع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر