الجزائر - عمّـــار قـــردود
كشف مصدر جزائري مسؤول، أن وزير النقل و الأشغال العمومية الجزائري عبد الغني زعلان، أمر بتشكيل و إيفاد لجنة وزارية مركزية للتحقيق في طريقة تسيير شركة "الخطوط الجوية الجزائرية" و الصفقات المالية المشبوهة التي تم إبرامها خلال الــ5 سنوات الماضية، حيث العديد من الشبهات على الصفقات التي تبرمها شركة الخطوط الجوية الجزائرية مع الشركة الإسبانية "واموس أير"، والمتعلقة باستئجار الطائرات ،حيث أنها لا تتلاءم والمعايير الأمنية المعمدة عالميًا، و هي الصفقات المشبوهة التي أبرمها مسؤولو شركة "الخطوط الجوية الجزائرية" خلال تلك الفترة و تسببت في مقتل الكثير من الأبرياء الأمر الذي قد يكرر سيناريو الحادث المأساوي للطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية التي سقطت في مالي في صيف 2014 والتي كانت مستأجرة من الشركة الإسبانية "سويفت".
وكشف تقرير لخبير تقني بشركة "فريثال" المختصة في المراقبة التقنية للطائرات، أنّ الصفقة التي أعلنت عنها شركة الخطوط الجوية الجزائرية في يناير/أيار الفارط، لاستجار طائرة من الشركة الإسبانية "WAMOS AIR" وهي طائرة من نوع "أيرباص A330-243 " لم تكن أصلاً هذه الشركة الإسبانية تحوز هذا النوع من الطائرات، وأنها لم تمتلكها إلا في شباط/فبراير الماضي من شركة"مونارش MONARCH" للطيران البريطانية.
وأعرب نفس الخبير في تقريره حسب وثيقة نشرها، منذ أيام،الموقع الإلكتروني "ألجيري بارت" عن مخاوفه حول سلامة الطائرة، والحاجة الكبيرة إلى صيانتها بعد أن تجاوز عمرها 18 سنة، ورغم المخاوف التي يحملها التقرير، إلا أنّ شركة الخطوط الجوية الجزائرية لا تزال متمسكة في إبرام صفقات مع الشركة الإسبانية "WAMOS AIR، و ستدخل الطائرة المشكوك فيها حيز الخدمة و الاستغلال التجاري نهاية شهر حزيران/يونيو الجاري وستستخدم في الخطوط الرابطة بين مطار الجزائر العاصمة ومطار باريس، وبين الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وبين الجزائر العاصمة ووهران.
وتساءل المصدر عن سبب تمسك شركة الخطوط الجوية الجزائرية بإبرام صفقات مع الشركة الإسبانية وهي شركة غير معروفة و ليس لها أي صيت في العالم في مجال الطيران، في الوقت الذي كان بإمكانها إبرام صفقات أفضل مع شركات طيران أوروبية أو حتى تركية هذه الأخيرة يقول المصدر كانت قد تقدمت بعرضًا لشركة الخطوط الجوية الجزائرية من أجل استئجار طائرة لا يتجاوز عمرها 9 سنوات وبتكلفة لا تتجاوز 6950 دولارًا لساعة طيران واحدة، أي أقل من تكلفة استئجارها من الشركة الإسبانية التي تكلف 7900 يورو لساعة طيران واحدة، حسب المصدر ذاته.
ووجّه القضاء الفرنسي، اليوم الخميس، 5 اتهامات لشركة الطيران الإسبانية "سويفت اير"، في حادث تحطّم الطائرة المستأجرة من طرف شركة الخطوط الجوية الجزائرية صباح 24 تموز/يوليو 2014 بالأراضي المالية، والذي أسفر عن مصرع 116 شخصًا، وقد وجه القضاة الفرنسيين التهم التالية إلى إدارة "سويفت اير": "القتل غير العمدي، الإهمال، اللامبالاة، اللا حذر، الإخلال بالرعاية الأمنية".
وتحفّظ القضاة في تعاطي الشركة الإسبانية، وارتكابها خطئًا جسيمًا في تدريب الطيارين اللذين افتقدوا إلى الخبرة اللازمة بالشكل الذي يمكنهم من قيادة الطائرة على محور واغادوغو -عاصمة بوركينا فاسو- والجزائر العاصمة، وكانت طائرة (AH 5017) تحطمت شمال مالي يوم 24 تموز/يوليو 2014، بعد عبورها أجواء العاصمة النيجرية نيامي وعلى متنها 110 مسافرًا، وأسفر الحادث عن مصرع 6 من أفراد الطاقم و110 راكبًا، منهم ستة جزائريين و51 فرنسيا بينهم 12 فرانكو-جزائريًا، و20 لبنانيًا نصفهم أطفال، والغريب، أنّ الطائرة المذكورة (من نوع دونالد دوغلاس 80 ومحركاها من نوع دي سي 9)، كانت في خدمة نادي ريال مدريد الاسباني في الفترة ما بين 2007 و2009، وتخلى عنها الريال لأنّها كانت في "وضعية غير لائقة"، وبلغ عمر الطائرة المنكوبة 18 سنة، حيث دخلت طور الخدمة سنة 1996، واستأجرتها الجزائرية للطيران من شركة إسبانية في 20 حزيران/يونيو 2013.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر