المنامة - اليمن اليوم
استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مساء اليوم الأربعاء عرض الفيلم الوثائقي A Plastic Ocean (محيط من البلاستيك)، وسط حضور دبلوماسي وتواجد العديد من المهتمين بقضايا التراث العالمي والبيئة. وأقيمت هذه الفعالية بتعاون ما بين المركز الإقليمي والمجلس الأعلى للبيئة، سفارة ألمانيا وجمعية "كلين أب بحرين"، وذلك في سعي المركز الإقليمي المتواصل لنشر الوعي بالتراث الثقافي والطبيعي.
وفي كلمته توجّه سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالشكر إلى كل الجهات المشاركة في إقامة فعالية عرض فيلم (محيط من البلاستيك)، مشيراً إلى أن عرض هذا الفيلم سيزيد الوعي بالموارد البيئية المحيطة ويعزز وسائل حماية المحيطات والبحار من التلوث. وقال إن مستقبل المحيطات سيظل تحديا قائما مع استمرار عمليات التلوث التي تؤثر على مكوناته من مخلوقات بحرية وشعب مرجانية. وأشار كذلك إلى أن المجلس الأعلى للبيئة يحرص على إقامة شراكات طويلة من التعاون مع المنظمات المعنية من أجل دعم عمل المجلس في تحقيق التنمية المستدامة.
وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي: "يسعدنا أن يستقبل المركز الإقليمي هذه الاحتفالية التي تعكس نموذجا في التعاون البناء ما بين مختلف الجهات من أجل قضايا التراث الطبيعي والمحافظة على بيئة صالحة لتنمية مكتسبات الإنسان الحضارية". وأشارت إلى أن موضوع هذه الفعالية يندرج ضمن استراتيجية المركز الرامية إلى نشر الوعي بالتراث الطبيعي والثقافي الإنساني عبر كافة الوسائل. وأشادت معاليها بجهود المجلس الأعلى للبيئة والسفارة الألمانية لدى مملكة البحرين وجمعية "كلين أب بحرين" من أجل تنظيم هذا اللقاء الذي يسلط الضوء على جزء هام من المواضيع التي تشغل الرأي العام العالمي وتعمل لأجل حلها المنظمات الدولية لمستقبل آمن وتنمية مستدامة.
أما سعادة السفير الألماني السيد الفريد سيميز فأعرب عن سعادته لمشاركة السفارة في تنظيم هذه الفعالية، مشيراً إلى أنه دعم جهود إقامتها حرصاً على زيادة الوعي بخطورة التلوث الذي يحدثه البلاستيك وأثره السلبي على البيئة وصحة الإنسان. وفي سياق متصل أكد السيد علي القصير مؤسس جمعية "كلين أب بحرين" أن الجمعية تسعى إلى نشر الوعي بحركة التغيير العالمية نحو الحفاظ على البيئة البحرية، مشيراً إلى أنه من دواعي الفخر أن تكون البحرين ضمن هذا الحراك العالمي. أما السيد كاي ميثيغ من "طارق فقيه للهندسة"، والذي ساهم في دعم عرض الفيلم، فشكر كل الجهات التي عملت على إنجاح الفعالية، مشيرا إلى أهمية التنبيه بالخطر الذي يواجه الإنسان بسبب مخلفات الصناعة الحديثة.
فيلم (محيط من البلاستيك) أنتج عام 2013م وأخرجه غريغ ليسون ومن خلاله تم توثيق الضرر الذي يسببه رمي المواد البلاستيكية في مياه المحيطات حسب ما توصلت له آخر الأبحاث العلمية، حيث سيتم إثبات أن البلاستيك يتحلل إلى أجزاء صغيرة في المياه تتسلل إلى النظام الغذائي عند الأسماك، لتصل هذه القطع الصغيرة "السامة" في نهاية المطاف إلى البشر عند استهلاكهم للأسماك المتعرضة لمثل هذه المواد.
وتبع عرض الفيلم جلسة نقاشية لعدد من المختصين في المجال البيئي يتناولون موضوع التأثير السلبي للمواد البلاستيكية على الطبيعة. ويأتي هذا النشاط ضمن عمل المركز المتواصل من أجل استضافة فعاليات تعرّف بالتراث الطبيعي وأهمية الحفاظ عليه، والذي تشكل المسطحات المائية جزءا هاما منه. ويعمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ضمن استراتيجيته على مساعدة الدول العربية لتسجيل مواقعها الطبيعية على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، كما يقوم بدور توعوي للحفاظ على الإرث الطبيعي والثقافي للمجتمعات العربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر