قتل 106 مدنيين على الأقل في قصف كثيف استهدف الغوطة الشرقية لليوم الثالث على التوالي، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 250 قتيلا منذ الأحد الماضي. وفي حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والخارجيتان الأمريكية والفرنسية عن "قلقهم البالغ" جراء التصعيد في الغوطة الشرقية، تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن لإقرار "هدنة إنسانية" لمدة شهر، وهي الهدنة التي اعتبرتها موسكو "غير واقعية".
واصلت قوات النظام السوري قصفها الكثيف على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق ، ما تسبب بمقتل 106 مدنيين على الأقل الثلاثاء في حصيلة دموية جديدة، في حين نددت الأمم المتحدة بتعرض ستة مستشفيات للقصف في المنطقة في غضون 48 ساعة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس
عن "قلقه العميق" من تصاعد العنف، وحض جميع الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "الأمين العام يشعر بقلق عميق من تصعيد الوضع في الغوطة الشرقية والأثر المدمر لذلك على المدنيين".
وقال دوجاريك إن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية".
وأضاف أن سكان الغوطة الشرقية، الذين تحاصرهم القوات النظامية السورية، "يعيشون في ظروف قاسية، بما في ذلك سوء التغذية".
أشار غوتيريس إلى أن الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها في أيار/مايو برعاية موسكو وطهران وأنقرة، مذكرا جميع الأطراف "بالتزاماتهم في هذا الصدد".
وتسبب التصعيد منذ الأحد بمقتل 250 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم تسلم مستشفيات المنطقة من القصف الذي طال وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء ستة مستشفيات منذ يوم الاثنين. وقد خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا.
يأتي ذلك فيما تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.
تنديد دولي واسع
ويبدي المجتمع الدولي تأثرا كبيرا إزاء تعرض الغوطة الشرقية، المعقل الأخير لفصائل المعارضة في ريف دمشق، لوابل من القنابل منذ الأحد الماضي.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء، عن "بالغ قلقها" إزاء الوضع، وقالت المتحدثة باسمها هيذر نويرت للصحافيين إن "وقف العنف يجب أن يبدأ الان"، منتقدة ما وصفته بـ"سياسة الحصار والتجويع" التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فقد صرح أن "الوضع في سوريا يتدهور بشكل ملحوظ" وحذر من أنه "إاذا لم يطرأ عنصر جديد فإننا نتجه نحو فاجعة إنسانية".
موسكو تعتبر "الهدنة الإنسانية" التي اقترحتها الأمم المتحدة "غير واقعية"
من جهتها، اعتبرت موسكو على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة أن "الهدنة الإنسانية" لمدة شهر التي اقترحها منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس "غير واقعية"، معطيا بذلك دمشق الضوء الأخضر لمواصلة قصفها العنيف بالطائرات والمدفعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر