دمشق _ اليمن اليوم
كشف مصدر ديبلوماسي رفيع لـ «الحياة» أن «المجموعة الوزارية المصغرة» حول سورية ستعقد اجتماعاً في تموز (يوليو) في إحدى العواصم الغربية لم يتأكد بعد المكان إذا كان لندن أو واشنطن أو باريس». ويتم حالياً البحث عن موعدها تماشياً مع برامج الوزراء». سيكون الاجتماع الأول يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي بومبيو. وأكد: «من المهم أن يعقد هذا الاجتماع لإظهار أن هناك إطار آخر من «آستانة» لبحث الحل.
وقال المصدر إن «المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يشعر حالياً بنوع من السرور أولاً لأن الإدارة الأميركية قررت دفع دورها. أيضاً كونه نظم اجتماع مدراء خارجية دول مجموعة «آستانة» منذ عشرة أيام في جنيف، ثم تبعه اجتماع آخر الإثنين الماضي لمدراء الخارجية لقسم الشرق الأوسط التابع لـ «المجموعة المصغرة» في جنيف، وأن هذين الاجتماعين أديا إلى قناعة لدى ميستورا أن مسار جنيف قد تم إنعاشه لأنه تمكن من عقد اجتماعين للإطارين بنفس جدول الأعمال، وهو تحليل الوضع الأمني في سورية وتبادل اللوائح حول تعيين أعضاء اللجنة الدستورية لسورية».
وقال المصدر إن باريس كان لديها موقف متشدد من ملف اللجنة الدستورية في جنيف. إذ أنها ذكرت أن إنشاء اللجنة الدستورية لا يمكن أن يمثل كل المسار السياسي فهناك أمور أخرى، وضع النازحين واللاجئين وإعداد الانتخابات، حتى ولو أن الانتخابات قد تجرى في ٢٠٢١ ومصير السجناء والمعتقلين. ثم ترى باريس أنه ينبغي أن تعكس اللجنة الدستورية توازن في تكوين أعضائها.
وإذا تم إنشاؤها ماذا ستعمل هل على دستور جديد أو مراجعة للدستور الحالي. وهل يقبل النظام نتائج أعمال هذه اللجنة الدستورية. فينبغي أن تكون مهمتها واضحة في نظر باريس. وأن يكون هناك آفاق بموعد زمني محدد». ولكن باريس لم تحصل على موافقة لوضع وقت محدد لعمل هذه اللجنة من دي مي ميستورا .
وتابع الدبلوماسي «أن مبعوث الرئيس الفرنسي الجديد إلى سورية فرانسوا سينيمو الذي تم تعيينه خلفاً للسفير فرانك جولي سيتسلم مهامه في ١ايلول (سبتمبر) المقبل، وتبحث فرنسا حالياً بين دبلوماسييها عن سفير لإيران يخلفه». وقال المصدر إن «مهمة سينيمو لن تكون كما زعم البعض العمل على إعادة العلاقات مع النظام السوري بل أنه سيكون مبعوث للرئيس وسيتابع كل السياسة الفرنسية في سورية.
وقال المسؤول لـ «الحياة» إن «واشنطن أبلغت فرنسا بإصرارها وأولويتها على خروج إيران من سورية، ولكن باريس تستغرب أن واشنطن بإمكانها أن تعتقد أن بإمكان الروس أن يحصلوا على خروج إيران من سورية، وأيضاً أن يعتقد ذلك الإسرائيليين». ولفت إلى أن واشنطن تعرف مدى تأثير روسيا في سورية «وأنها فعلاً حصلت على إبعاد الميليشيات الشيعية في جنوب غربي سورية والأميركيين مسرورين لذلك. ولكن باريس تعتبر أن روسيا تلعب دور يتجاوز حجمها فهي حليفة نظام بشار الأسد العسكرية ولم تنجح في محاولاتها مثلا في (سوتشي)، وأنها حالياً تمارس دبلوماسية تقدم التزامات لعدد من الدول لن تتمكن من تنفيذها». فالروس منذ شهر وفق المصدر الدبلوماسي يقدمون التزامات تطمينية لأطراف مختلفة بسبب غياب خطة سياسية واضحة لهم وفي الوقت الراهن، هذه الطريقة سالكة لضعف وساطة الأمم المتحدة بسبب واقع حقيقي أن «الإدارة الأميركية لا تبالي بحل سياسي للازمة السورية في نظر باريس». ولكن على رغم ذلك وافقت الإدارة الأميركية على طلب باريس وغيرها من الدول أن تبقي قواتها في شمال شرقي سورية «ولو أنها لم تقل ما هي المدة التي ستبقى فيها».
ومن ناحية أخرى وافقت لباريس بعقد اجتماع وزاري للمجموعة المصغرة حول سورية. وقال المصدر «تلاحظ باريس أن القاسم المشترك بين كل أركان الإدارة الأميركية ضرورة إخراج إيران من سورية، وهو هاجس إيراني، وباريس تشارك هذا الهدف، ولكن الدبلوماسية الفرنسية واقعية وتشكك بقدرة إخراج إيران من سورية، خصوصاً أن نظام الأسد مرتبط في شكل وثيق بإيران».
وفي شأن أنقرة، قال المصدر إن «تركيا قالت لباريس إن تواجدها في آستانة» هدفه الوحيد الوضع في إدلب وشمال غربي سورية التي تهم الأتراك الذين لا يريدون ترك الإيرانيين الاقتراب من إدلب. والأتراك يريدون السيطرة على المنطقة فقد تمركزوا مع ١٢ موقع في الشمال، ولكنهم الآن ضحايا نجاحهم في المنطقة لأنهم وجدوا أنفسهم مع مليونين نازح في المنطقة وعشرات المجموعات منها متجانسة مع تركيا، ولكن أيضاً «القاعدة» وغيرها والانطباع الفرنسي أن ليس هناك استراتيجية واضحة لحل المشكلة».
وفيما يخص إدلب تتساءل باريس والتحالف الدولي إذا ما كان ينبغي الاهتمام بما يحصل فيها. «إذا كان هناك مجموعات إرهابية فإما ستعمل مجموعة التحالف مع تركيا لتسيطر على كل المنطقة، أما الخيار الآخر الذي سيكون صعب جداً، وهو أن يجد التحالف نفسه مجبر على التحالف مع النظام لضبط المجموعات الإرهابية مما يضعه في مأزق».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر