الأطفال الذين صدمتهم الحرب

يعرض الفيلم الوثائقي عتمة للمخرجة السورية سؤدد كعدان لأول مرة من خلال مهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية (من 16 إلى 26 مارس - آذار)، حيث ينافس الفيلم في المسابقة الرسمية في المهرجان الذي يُعد ثالث أضخم مهرجان للأفلام الوثائقية في العالم حاليًا ويعرض أكثر من 200 فيلمًا من جميع أنحاء العالم.

 ويحكي الفيلم قصة أحمد، وهو طفل سوري صغير لا يرغب في أن يتذكر كونه سوريًا، وبينما هو محاصَر بين الصدمة وهروبه من الواقع، يُفضِّل أحمد أن يبقى صامتًا وينام. في صمته وعدم رغبته في الحديث، يأخذنا أحمد في رحلة، تنهار في أثرها الذكريات السورية الفردية والجماعية أيضًا.

 وتتحدث المخرجة سؤدد كعدان عن فيلمها قائلةً "لم أكن أرغب في صناعة فيلم عن أحمد، ولكن عن الأطفال الذين صدمتهم الحرب ولهم قصص غير عادية يمكن حكيها. أحمد صامت في معظم الأحيان، في أول يوم قابلته قضيت حوالي نصف ساعة حتى جعلته ينطق جملة صغيرة عن نفسه، قال اسمه، منذ حينها لم أتمكن من نسيانه، أصبحت كل يوم أرى وجهه، يومض في ذكرياتي وأنا أؤدي أنشطتي اليومية، كأنه ينتظر عودتي، وفي النهاية فعلتها، صمت أحمد هو قصتي".

 ويعد عتمة هو إنتاج مشترك بين سورية ولبنان من خلال شركة كاف للإنتاج، وتتولى توزيعه في العالم العربي شركة MAD Solutions بعدما فاز مشروع الفيلم بجائزتها في ورشة فاينال كات فينيسيا التي أقيمت في إطار الدورة الـ73 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.