سياسة الموضة الخضراء

مساء اليوم، يحتضن متحف Metropolitan Museum of Artفي نيويورك، عرض أزياء شانيل الجديد Métiers d’Art 2018-2019 الذي سيكون بمثابة تحيّة لفن تصميم الأزياء الذي تتقنه الدار الفرنسية وتبرع فيه.
اختيار هذا المكان بالتحديد لم يكن غريباً، فلطالما تمتعت نيويورك بمكانة متميزة لدى الدار ولدى مؤسِّستها غابرييل شانيل التي زارتها للمرة الأولى في عام 1931 وفيها عرضت المجموعة الأولى من قبّعاتها التي حققت نجاحاً كبيراً بين سيدات المدينة.

ومن المتوقع أن يكون العرض الذي سيقام اليوم، محمّلاً بالكثير من العواطف والذكريات الجميلة التي تعيد إلى الذاكرة، تفاصيل مهمّة من رحلة كوكو شانيل والمدن الرئيسية التي أدّت دوراً كبيراً في نجاحها وتفتّح قدراتها الإبداعية.

لكن قبل العرض، كان لبرونو بافلوفسكي رئيس الموضة في شانيل، تصريح لفت فيه إلى أن العرض سيضمّ مجموعة من الحقائب والشنط التي تلقي الضوء على الحرفية العالية التي يتمتع بها حرفيو الدار، والإمكانيات الكبيرة التي تتسم بها محترفات شانيل المتخصصة في صناعة الهوت كوتور.

أهلاً بالموضة الخضراء!
هذا التصريح جاء على خلفية تطوّر مهم جداً. ففي الآونة الأخيرة، ارتفعت الأصوات المنادية بوقف استعمال المنتجات الحيوانية في صناعة الأزياء الراقية. وهنا نتحدث بالطبع عن حركة الموضة الخضراء التي سعت العديد من دور الأزياء المرموقة إلى تبنّيها، التزاماً منها بالحفاظ على البيئة وعلى الأجناس المختلفة للحيوانات المهدّدة بالانقراض، مثل النمر والتمساح والنعام والأفعى وغيرها من الحيوانات التي يُستعمل فراؤها أو جلودها لابتكار المنتجات الفاخرة.

وبحسب بافلوفسكي، فإن شانيل تسعى لعدم استعمال جلود هذه الحيوانات في منتجاتها المستقبلية، مشيراً إلى أن استخدام الدار للفرو هو في الأساس محدود، ونادراً ما رأيناه في مجموعاتها منذ تأسيسها حتى اليوم.