عدن ـ اليمن اليوم
أكدت مصادر عسكرية في الجيش اليمني، أن قوات الشرعية تمكنت من إسقاط ست طائرات حوثية مسيَّرة إيرانية الصنع خلال 10 أيام، في وقت أقامت الحكومة الشرعية تشييعاً رسمياً لقائد الاستخبارات في الجيش اليمني محمد صالح طماح في مدينة عدن بعد يوم من وفاته متأثراً بإصابته في "قاعدة العند" العسكرية شمال عدن في هجوم حوثي بطائرة مفخخة.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن القوات تواصل عمليات إسقاط الطائرات المسيَّرة التابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في مختلف جبهات القتال، مشيراً إلى أن عدد الطائرات المسقطة خلال الـ10 أيام الماضية بلغ ست طائرات. وأوضح الموقع الرسمي أن قوات الجيش اليمني تمكنت السبت الماضي من إسقاط طائرة مسيَّرة للميليشيات، في سماء مديرية باقم شمالي محافظة صعدة، حيث كانت تحاول استهداف مواقع في ميسرة الجبهة.
ولم تكن هذه الطائرة هي الأولى، حسب الموقع، التي تم إسقاطها في مديرية باقم، حيث أسقطت قوات الجيش طائرة مماثلة قبل أسابيع، في المديرية، في حين تم إسقاط طائرة أخرى في اليوم ذاته في "جبهة مران" غربي محافظة صعدة، وتعد ثالث طائرة حوثية مسيَّرة يسقطها الجيش اليمني في نفس الجبهة، خلال الأسبوع الأخير. وأكد الموقع أن قوات الجيش كانت قد أسقطت قبل أسبوع طائرة حوثية مسيَّرة في جبهة المصلوب غربي محافظة الجوف. واتهم الموقع الرسمي للجيش اليمني إيران بالاستمرار في دعم الميليشيات الحوثية بأسلحة متطورة تشمل صواريخ باليستية، وطائرات مسيَّرة، في تحدٍّ صارخ للقرارات الأممية، بهدف إطالة الحرب في اليمن، وزعزعة المنطقة، خدمةً لمصالح طهران وأجندتها التخريبية.
وأكدت المصادر الرسمية للجيش اليمني مقتل 20 حوثياً مساء الأحد، خلال مواجهات مع قوات الجيش في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة، وذلك بعد أن حاول عناصر الجماعة المدعومة من إيران التسلل باتجاه مواقع شمالي غرب مركز المديرية، حيث أفشلت القوات الحكومية المحاولة وأجبرت المهاجمين الحوثيين على الفرار والتراجع. وتضغط القوات الحكومية بدعم من التحالف الداعم لها في جبهات صعدة وتقترب من تحرير مركز مديرية باقم بالكامل، كما تضغط في ثلاث جبهات أخرى: كتاف ومران ورازح، في سياق خطة لتحرير محافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي.
وفي محافظة تعز، أوردت، أمس، المصادر الرسمية للجيش اليمني أن عدداً من عناصر الحوثيين قُتلوا وجُرحوا خلال مواجهات مع قوات الجيش الوطني غربي مدينة تعز جنوب غربي البلاد عقب معارك اندلعت مساء الأحد إثر محاولة الحوثيين التسلل باتجاه مواقع الجيش اليمني في المطار القديم، وتبة ياسين، ومنطقة مدارت.
وأفاد موقع "سبتمبر.نت" بأن القوات الحكومية أحبطت محاولة الميليشيات، وأجبرتها على التراجع والفرار، بعد أن تكبدت قتلى وجرحى في صفوفها، في الوقت الذي استهدفت مدفعية الجيش عربة للميليشيات شمالي جبل المنعم في جبهة الضباب غربي مدينة تعز، ما أسفر عن تدميرها ومصرع وإصابة كل من كان على متنها من عناصر الجماعة الحوثية. وفي تصريحات رسمية، أكد قائد جبهة الضباب غربي مدينة تعز، العقيد فؤاد حسان، أن قوات الجيش الوطني باتت تحاصر ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة الرمادة من ثلاثة اتجاهات، وذلك بعد تمكنها من الانتشار والسيطرة على الجبال والتباب بمنطقتي وهر ومكائر. وقال حسان: إن "قوات الجيش وصلت إلى مشارف منطقة الرمادة، ولا يفصلها عن الخط الإسفلتي بالمنطقة سوى كيلومترين اثنين"، مشيراً إلى أن القوات نفّذت، خلال اليومين الماضيين، عملية نوعية في المنطقة، تمكنت خلالها من تدمير غرفة عمليات مهمة للميليشيات.
ولفت قائد جبهة الضباب إلى أن قوات الجيش ترصد تحركات الميليشيات، الرامية إلى تعزيز مواقعها في الجبهة، مؤكداً أنها أفشلت العديد منها، كما أكد أن قوات الجيش أفشلت كل محاولات الميليشيات اليائسة لكسر الحصار عليها والتسلل باتجاه مواقع الجيش، وكبّدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وعلى نحو متصل بالجرائم الحوثية ضد المدنيين، أقدمت الجماعة أمس، على قتل امرأة وإصابة أخرى في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء. وأفاد شهود في المنطقة بأن مسلحين تابعين لميليشيات الحوثي قاموا بإطلاق الرصاص على حافلة صغيرة كانت تقل عدداً من الأسر القادمة من مدينة البيضاء إلى مديرية الطفة، ما أدى إلى مقتل امرأة تدعى نور القيسي، وإصابة أخرى كانت تستقل نفس الحافلة. وحسب الشهود، قام عناصر الجماعة الحوثية بإطلاق النار على الحافلة عند وصولها إلى نقطة تابعة لهم في منطقة "الحيكل" دون سابق إنذار، وهو ما يدل على النزعة الإجرامية لدى عناصر الجماعة لإزهاق أرواح الأبرياء.
وفي عدن أقامت الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة أمس الاثنين، تشييعاً رسمياً لرئيس هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع في الجيش اليمني اللواء الركن محمد صالح طماح، الذي كان قد توفي أول من أمس، متأثراً بإصابته التي تعرض لها في الحادثة الإجرامية التي استهدفت قاعدة العند الجوية العسكرية، ونفّذتها ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية باستخدام طائرة مسيَّرة. وأفادت وكالة "سبأ" بأن التشييع تم بحضور رئيس الحكومة معين عبد الملك، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن بحري عبد الله النخعي، وعدد من الوزراء ونواب الوزراء ومحافظي محافظات عدن وأبين والضالع، وعدد من القيادات العسكرية والتنفيذية والشخصيات الاجتماعية وجموع من المواطنين.
وعبّر رئيس الوزراء اليمني عن حزنه العميق لمقتل اللواء الركن محمد طماح، مشيراً إلى مناقبه وإسهاماته الجليلة في مختلف مراحل حياته العسكرية، وقال إن البلاد "خسرت باستشهاده أحد أكفأ قيادات القوات المسلحة، إذ عُرف بمهنيته ونشاطه وانضباطه ومعرفته الواسعة وإلمامه بتخصصاته العسكرية، ووهب جُل حياته لخدمة الوطن والقضايا الوطنية". ودعا رئيس الحكومة اليمنية، جميع منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية في بلاده إلى مواصلة السير على درب طماح، ومواصلة مسيرة تحرير كل شبر من أرض الوطن من ميليشيات الانقلاب، وإيقاف عبثها بأرواح وحياة المواطنين والوطن، وترسيخ الأمن والاستقرار.