محمد اﻷسعدي

أعلن " مسؤول الإتصال - المتحدث الرسمي لمنظمة اليونيسف" في اليمن "محمد اﻷسعدي" أنَّ الأطفال في اليمن يتعرضون إلى انتهاكات جسيمة وأن معدل تجنيد الأطفال ارتفع بنسبة كبيرة(700% ) نتيجة الصراع المسلح المتصاعد في البلاد منذُ قرابة الـعامين حيث قُتل وأصيب أكثر من 3411 طفل فيما تم تجنيد أكثر 1250 طفل وكان عمر أصغر مجند تم رصده ثمان سنوات.
 
وأوضح "محمد الأسعدي" في مقابلة خاصة مع "اليمن اليوم" إنَّ منظمة الـ"يونيسف" تواجه تحديات كبيرة تتمثل في "صعوبة نقل المساعدات الإنسانية، من مكان إلى آخر وارتفاع سعر الوقود وشحة الموجود والذي يمثل تحديا كبيرا في نقل المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى المخاطر المترتبة على نقل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المستعرة التي تدور فيها معارك مسلحة.

وردًا على سؤال عن مدى التزام أطراف النزاع في اليمن بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية وعلى وجه الخصوص اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 والبروتوكلين الاختياريين الملحقين لها قال"هناك ستة انتهاكات جسيِمة يتعرض لها الأطفال في اليمن " تتمثّل في القتل أو الإصابة "الاعتداء على المدارس والمرافق الصحية " واختطاف الأطفال "تجنيد الأطفال " واستغلال الأطفال جنسيًا "منع الأطفال وحرمانَهم من الحصول على المساعدات الإنسانية، ومعظم هذه الانتهاكات تمّت في اليمن في أكثر من محافظة على اختلاف نوع الانتهاك وهذا يقول" إنَّ كل الأطراف المقاتلة في اليمن " بشكل أو بآخر انتهكت حقوق الأطفال.

مؤكدًا أن هناك أكثر من(3411) طفل قتلوا وأصيِبوا منذُ مارس/أذار وحتى الآن وأكثر من (1250) طفل تم تجنيِّدهم وهذة أرقام محققة لكن الواقع أكبر، تجنيد الأطفال والقصر فضلاً عن "ارتفاع نسبة عمالة الأطفال هناك، و(350) ألف طفل خارج المدرسة، و(231) مدرسة مدمرة كلياً ( 1100) مدرسة مُدمرة جزئيًا، و(23) مدرسة لاتزال حتى الآن تستخدم من قبل جماعات مسلحة بالإضافة الى أن " 55% من المرافق الصحية لا تعمل وتمّ تسجيل (89) إعتداءً على المرافق الصحية ".
 
وعن الدور الأساسي الذي تقوم به "اليونيسف" خلال الأزمة الصارخة في اليمن، للحدّ من انتهاكات حقوق الطفل، ولتوفير الحد الأدنى من الحماية اللازمة له، وضح قائلًا إنَّ انتهاك حقوق الأطفال في اليمن زادت بنسبة كبيرة جدًا على سبيل المثال هناك زيادة (700%) في تجنيِّد الأطفال، وزيادة كبيرة جدًا في عدد الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا منذُ مارس/أذار "2015" وحتى الآن يُقتل ويصاب الأطفال بشكل يوميّ وهذه أرقام مُفزعة وهناك حرمان من وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى أن( 350) ألف طفل لايزالون خارج المدارس التي يتم الاعتداء عليها بطرق مختلفة إما بالغارات الجوية أو بالقصف الأرضي.
 
واُستخدمت المدارس أيضًا كمأوى للنازحين كما تستخدم وتُستغل من قبل الجماعات المسلحة لأغراض عسكرية لتخزين الأسلحة ومقرات للمقاتلين وهذه انتهاكات بحق أطفال اليمن بمعنى أن هناك وتيرة مرتفعة ومتصاعدة في استمرار انتهاك حقوق الأطفال، بالتالي "يونيسف" تعمل مع كافة أطراف الصراع سواءً عن طريق الاتصال المباشر أو الخطابات أو البيانات الصحافية من أجل تذكيرهم بالتِّزاماتهم القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين والأطفال خصوصًا.
 
موضحًا "أنَّ "اليونيسف" في اليمن تواجه تحديات كبيرة منها تحديات لوجستية "وصعوبة نقل المساعدات الإنسانية وانتقالها من مكان إلى آخر وتحديات مرتبطة بالبنية التحتية وأن هناك إنهيار في منظُومة الكهرباء بالتالي تحتاج "يونيسف" إلى صرف مبالغ مالية باهظةٍ من أجل تخزين اللقاحات "لاسيما مع ارتفاع سعر الوقود وشحة وجوده، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا في نقل المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى المخاطر المترتبة على نقل المساعدات الإنسانية، كما أن أجُور النقل ارتفعت بشكل كبير ولكن كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها بالإضافة إلى تحديات أمنية مرتبطة بعدم قدرة "اليونيسف" على الوصول إلى المناطق التي تشهد مواجهات ساخنة والمناطق المحاصرة، وهناك أيضًا تحدٍ مرتبط بالشركاء الميدانيين على سبيل المثال في قطاع الصحة والتعليم من أجل أن يحصل الأطفال على التعليم والرعاية الصحية لكن المعلمين والأطباء والعاملين الصحيين لايحصلون على رواتبهم وبالتالي لا يقومون بعملهم وهذا يشكل تحديًا للـ"يونيسف" كما أن المنظمة لم تحصل على التمويل الكافي للاستجابة الإنسانية اللازمة .
 
ورأى " الناطق باسم اليونيسف "محمد اﻷسعدي" أن من أهم التوصيات الجديرة بالاهتمام_ لحماية الطفل من أضرار الصراع في اليمن_ هو السلام، مؤكدّا أنه أول خطط الحماية هو إيقاف الحرب والقصف الجوي والمواجهات على الأرض والتوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة وهذا سيوفر أبرز سُبل الحماية يأتي بعد ذلك خدمات الرعاية الصحية وفرص التعليم وتمكين " اليونيسف من ترميم المدارس وإيصال المساعدات الإنسانية، للأطفال المحتاجين .
 
وعن البرامج التي تقدمها "يونيسف" من أجل الحد من حالة الاحتقان في الشارع بين الخصوم السياسين في هذه الفترة وظهور مصطلحات جديدة (طائفي _ داعشي_ سُني _ شيعي _ رافضي_ مرتزق) وانتقال هذا التأثير إلى الأطفال وبالتالي صنع جيل مُفخّخ، أوضح أنَّ اليونيسف دشنت برنامج "بناء السلام في التعليم "أكثر مكان يلتقي فيه الأطفال الفصل الدراسي وبالتالي تم تدشين هذا البرنامج ويتمّ تدريب المعلمين والمعلمات والمشرفين الاجتماعين في المدراس على بناء السلام ونشر ثقافة السلام ونجح هذا المشروع في العاصمة صنعاء إلى حد كبير، ولكن نحتاج إلى تمويل أكبر من أجل نشره في كل المحافظات اليمنية.
 
وردًا على سؤال لمراسل"اليمن اليوم" عن الأسباب الذي جعلت أطفال اليمن عُرضةً للمجاعة؟ أكد أن الأسباب كثيرة ومتداخلة ومزمنة ، فاليمن أفقر دولة عربية في الشرق الأوسط، ومؤشرات التنمية في اليمن خلال عام 2011 كانت تشابه دول الصحاري الأفريقية في مؤشرات التنمية المتدنِّية للغاية، بالإضافة إلى أن اليمن يمتلك أعلى معدلات البطالة "والفقر والأمية"، وبالتالي مع حدة الأزمة والصراع المسلح هذه الأرقام ارتفعت، معدلات الفقر، ، وازدادت البطالة بشكل مُخيف خصوصًا بعد انسحاب الشركات النفطية وتوقف أعمالها وانسحاب السفارات والشركات الدولية وعدم تصدير النفط، وعدم وجود مرتبات الموظفين لأكثر من 4 أشهر.
 
وأضاف "المشاكل معقدة وكبيرة وهناك أسباب قد تمتد حتى في حالة توقف الصراع المسلح إذا لم يتم معالجتها، منها عدم حصول المواطنين على مياة محسنة وصالحة للشرب، بالإضافة إلى أن معدل انعدام الأمن الغذائي مرتفع بشكل كبير "14" مليون ونصف المليون من السكان تحت خط الفقر، أي أن اليمن قادم وعلى بُعد خطوة واحدة من المجاعة وقد حدثت المجاعة فعلا في بعض المناطق بسبب عدم حصول الناس على دخل يومي، فأزمة اليمن معقدة متداخلة يمكن أن تعصف بالنظام القائم في البلد بشكل عام يوازي هذه الأزمة إنهيار في كل مناحي الحياة .واختتم الأسعدي حديثه بأنَّ السلام أقل كلفة من الحرب والأطفال هم الحاضر والمستقبل إذا لم تتنبه أطراف النزاع، والأطراف الخارجية المؤثرة في المشهد اليمني إلى هذا الواقع سيكون هناك جيل بل أجيالا مقبلة عُرضة للضياع في اليمن .