الجيش اليمني يفرض سيطرته على ميناء ميدي

سيطرت القوات اليمنية على ميناء ميدي والمدينة بالكامل، ما عدا الجزء الجنوبي منها، مضيفًا أن كافة العمليات العسكرية قائمة بالتعاون مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وأرسل الجيش اليمني، تعزيزات عسكرية تضم عددًا من الألوية ومقاتلي المقاومة الشعبية إلى المدينة الواقعة شمال شرقي محافظة أبين، لتكثيف عمليات تطهير المنطقة من عناصر القاعدة الفارين إلى الجبال.

وأكدت مصادر أمنية محلية رصد تحركات نشطة لعناصر القاعدة في جبال المراقشة، أحد أقدم معاقل القاعدة في اليمن، وفي المناطق الممتدة بين مدينتي شقرة الساحلية ولودر. وأعلنت السلطات الأمنية في محافظة عدن، أن الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن تمكنت من إلقاء القبض على أحد أخطر العناصر الإرهابية المكنى بـ "أبو دجانة"، الذي يرجح انتماؤه إلى تنظيم "داعش" في اليمن في عملية دهم نوعية، نفذتها على مخبئه في حي المدارة شمال المدينة.

وكشف بيان صدر عن المكتب الإعلامي، لإدارة شرطة عدن، أن "أبو دجانة" اعترف أثناء التحقيق معه بمسؤوليته وآخرين، عن تنفيذ كثير من عمليات الاغتيال التي طالت كوادر أمنية وعسكرية وقيادات من المقاومة الشعبية في عدن. واعتبر البيان أن "أبو دجانة" أحد أخطر العناصر الإرهابية في عدن.

ويحاول تنظيم "القاعدة" استعادة السيطرة على محافظة أبين جنوب اليمن، بعد أن سيطر عليها الجيش اليمني بإسناد التحالف في أغسطس /آب 2016، وكان يسيطر التنظيم عليها مستغلًا قتال القوات الموالية للرئيس اليمني، والحوثيين والقوات الموالية لهم.

واستغل تنظيم القاعدة انسحاب آخر كتيبة للحزام الأمني، والتي كانت ترابط شرقي بلدة العين التي تبعد سبعة كيلو مترات عن مدينة لودر في جبل "عكد"، والفراغ الأمني في مديريات المناطق الوسطى بعد انسحاب وحدات الحزام الأمني، ومن المفترض أن يتسلم اللواء115 المواقع التي انسحب منها الحزام الأمني.

وأكد محافظ أبين الخضر محمد السعيدي، أن المؤسسات الحكومية والمرافق الحكومية تعمل بشكل منتظم في مركز المحافظة. وأضاف السعيدي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، قائلًا "إن القوات التي انسحبت ستحل محلها قوات بديلة، وقد وجه بتجهيز قوات لضبط الأمن بلودر، مؤكدًا أن رجال القبائل تصدوا لبعض محاولات تنظيم القاعدة، للسيطرة على مركز لودر، منوهًا أن الاختلالات والاخفاقات الأمنية بصدد المعالجة.

وبيّن السعيدي أنه يكثف من اتصالاته بزعامات القبائل في أبين بهدف رص الصفوف والتكاتف للتصدي للمجموعات الإرهابية الخارجة عن القانون، داعيًا كل شرفاء أبين، للوقوف صف واحد في وجه مخططات الإرهاب وعناصره. وقال الناشط الإعلامي في مدينة لودر، فهد البرشا، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين عناصر أمنية مهمتها حماية المجمع الحكومي بلودر، وقد عزز رجال القبائل بمسلحين لحماية المجمع الحكومي بلودر، ما أسفر عن مقتل 14 عنصرًا من تنظيم "القاعدة" وفرارهم.

وأشار البرشا، إلى أن القبائل شكلت حراسات ليلة في عدد من المواقع، إضافة إلى مداخل ومخارج لودر، وسبق وأن شكلت القبائل قوة مماثلة في حرب أبين مع القاعدة خلال 2012-2011م، وتشكلت ايضاً قوة مماثلة بذات الألية خلال الحرب مع الحوثيين بالعام2014 .

ودفع رجال القبائل بلودر ثمن الفراغات الأمنية وهجمات القاعدة في الأعوام السابقة وسقط أكثر من 110من أبناء لودر في معارك مع تنظيم القاعدة. وأوضح البرشا، أن تنظيم القاعدة في أواخر الأسبوع الماضي نصب حاجز تفتيش جنوبي مدينة لودر، وتحديدًا في مثلث الكهرباء وفجر غرفة كانت مخصصة لإقامة جنود حاجز أمني في المكان، وحاولت عناصر القاعدة التسلل للمدينة وتصدى لهم الأهالي وأزال رجال القبائل حاجز تنظيم القاعدة في مثلث الكهرباء.

وطالب البرشا القيادة العليا للجيش وقيادة المنطقة الرابعة، بسرعة الدفع بقوات عسكرية لمدينة لودر مع توفير كافة الإمكانيات، لافتًا إلى أن رجال القبائل يحمون لودر بإمكانياتهم العسكرية البسيطة ويتكفلون بنفقات المتطلبات والغذاء والذخائر، ولا يستطيعون الاستمرار بذلك طويلًا أن لم يتدخل الجيش.

والتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الأحد، بالأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، وسلمه رسالة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز. ويتزامن اللقاء مع تصعيد عسكري كبير تشهده الجبهات اليمنية، ويأتي بعد أيام من استهداف الحوثيين لفرقاطة سعودية قبالة ميناء الحديدة.

وشكر هادي خلال اللقاء، العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، على "دعمه للحكومة والشعب اليمني والجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية، ودول التحالف لإعادة الشرعية في اليمن". وأن ولي ولي العهد، تسلم خلال الاستقبال رسالة من هادي للعاهل السعودي، من دون الكشف عن أي تفاصيل عن فحواها.

وأشارت الوكالة، إلى أن محمد بن سلمان، بحث مع هادي، آخر المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية. ولم تتطرق الوكالة إلى طبيعة النقاش الذي دار، لكن ولي ولي العهد السعودي، هو المشرف الأول على العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن.

ولم تكشف الوكالة عن مدة بقاء هادي في الرياض، التي وصلها قبل أيام، وكان يقيم بها منذ اندلاع الأزمة في السعودية، قبل الانتقال إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن. وحضر اللقاء رئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان، والمستشار العسكري لوزير الدفاع اللواء ركن أحمد عسيري.