الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

خرج السفير الجزائري لدى السعودي، أحمد عبد الصدوق، عن صمته وتحدث عن الاحتجاجات الحالية المندلعة في بلاده، الرافضة لترشح الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة لفترة ولاية خامسة.

وقال عبد الصدوق، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" إنه رغم الاحتجاجات، إلا أن العلاقة بين الشعب والجيش والحكومة، علاقة تكاملية وطنية ممتازة.

وتابع: "المؤسسة العسكرية، تعمل بكل إخلاص وتفان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وحماية البلاد".
وتحدث السفير الجزائري عن التدخلات الخارجية، بقوله: "رغم أن المظاهرات الأخيرة جرت في هدوء، بسبب إرادة السلطات التي تسمح بمضيها في ظروف يسودها الأمن والحرية، إلا البلاد قادرة على تجاوز ظرفها الحالي، ولا تحتاج إلى تدخل أو مبادرات من الخارج".

وأردف: "التزمت السلطات الجزائرية من خلال الإدارة الاحترافية للأجهزة الأمنية بضبط النفس وتأطير تلك الحركة بإيجابية، وعملت على تأطير الحركة الاحتجاجية ليتم دمجها في المسار السياسي الطبيعي للجزائر".

ومضى: "سعت السلطات لمنع أي استغلال لتلك الاحتجاجات لتتحول بشكل خطير ضار بالنظام العام لأمن البلاد".

وأشار السفير الجزائري بما أسماه "نضج ووعي الشعب الجزائري، في ظل احترام النظام الجمهوري وتعدد الآراء، رغم محاولات جهات مجهولة اختراق تلك المظاهرات".

أما عن الحالة الصحية للرئيس الجزائري، فقال عبد الصدوق: "صحة الرئيس في وضع معروف، ولا تستدعي القلق أكثر من اللازم".

وتابع كان يجري فحوصات دورية بمستشفى جنيف وعاد إلى الجزائري لممارسة مهامه الرسمية بصورة طبيعية".

وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قد أعلن مساء أمس الاثنين، عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة، وأمر بتأجيل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 18 أبريل/ نيسان 2019.

ووجه الرئيس الجزائري بتعيين نور الدين بدوي، في منصب رئيس الحكومة خلفا لأحمد أويحيى، الذي استقال من منصبه، اليوم الاثنين، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية "واج".
وتشهد الجزائر منذ 22 فبراير/شباط الماضي، مظاهرات ومسيرات سلمية حاشدة تطالب الرئيس بوتفليقة بعدم الترشح لولاية جديدة وتغيير النظام ورحيل كل الوجوه السياسية الحالية.

وتشير تقارير عديدة إلى تدهور صحة الرئيس الجزائري، منذ إصابته بجلطة دماغية في 29 أبريل/نيسان 2013.

وكانت صحيفة "تريبون دي جنيف" السويسرية قد نشرت تقريرا حول الحالة الصحية للرئيس الجزائري، وقالت فيه إن حالة بوتفليقة الصحية لا تزال بحاجة إلى رعاية مستمرة، لأنه يتعرض لخطر دائم على الحياة، بسبب معاناته من مشاكل عصبية وتنفسية متقدمة.

وقالت الصحيفة السويسرية إن الرئيس الجزائري يعاني من تدهور في ردود أفعاله العصبية، رغم أنه لا يعاني من أي ضرر فتاك على المدى القصير، لكنه يعاني من تقدم السن ويكافح من أجل التعافي من آثار السكتة الدماغية التي تعرض لها عام 2013.

تسمح حالة بوتفليقة الصحية، وفقا للصحيفة، بعودته إلى الحياة الطبيعية إلى حد ما، لكن حالته ستظل تندرج تحت بند "شديد الخطورة، ويتطلب رعاية مستمرة".

وتتلخص خطورة حالة بوتفليقة الصحية، وفقا لمصادر مطلعة على الحالة، في أنه يقع في خطر كبير بوجود مسارات خاطئة تجاه الجهاز التنفسي، بأنه يمكن أن يتوجه طعام أو سوائل إلى الشعب الهوائية بسهولة، ما يمكن أن يؤدي إلى عدوى رئوية خطيرة.

وقالت "تريبيون دي جينف" إن الرئيس الجزائري يعاني أيضا من فقدان القدرة على الكلام أو ما يمكن قوله بفقدان جزئي للنطق بلغة سليمة، تجعل من الصعب فهمه من قبل المحيطين به، ودفع هذا الأمر، وفقا للصحيفة، الفريق الطبي أن يعتمد على قراءة شفاه الرئيس الجزائري تقريبا.