القاهرة – أكرم علي/ مصطفى الخويلدي/ محمود حساني
أعلن التلفزيون المصري الرسمي أن 25 شخصا قتلوا وأصيب50 آخرين في انفجار وقع صباح اليوم الأحد بمحيط الكاتدرائية المرقسية في العباسية، ونقل التلفزيون عن وزارة الصحة قولها إن عدد القتلى والمصابين قابل إلى الزيادة.وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها إن الانفجار وقع في نطاق الكنيسة، وأسفر عن وقوع العديد من الوفيات والمصابين وجاري حصرهم.
وقالت مصادر كنسية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية إن الانفجار حدث في قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية الملاصقة إلى مدخل الكاتدرائية. وأضافت المصادر أن مجهولا ألقى قنبلة داخل القاعة مما أدى لسقوط قتلى ومصابين، بالإضافة إلى تحطم محتويات قاعة الصلاة، وأشارت إلى أن قوات الشرطة تقوم حاليا بتفريغ كاميرات المراقبة بالكاتدرائية للوقوف على طبيعة الانفجار.
وقالت المصادر إنه يُجرى تمشيط الكاتدرائية المرقسية من الداخل والخارج كإجراء احترازي من قوات الأمن، وقال التلفزيون الرسمي إن الانفجار حدث نتيجة عبوة ناسفة أثناء قداس كانت تشهده الكاتدرائية صباح اليوم، وأضاف التلفزيون أنه تم إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى الكاتدرائية. وانتقل فريق من نيابة غرب القاهرة الكلية لمعاينة مكان الانفجار. وأمرت النيابة بانتداب خبراء المعمل الجنائي لحصر التلفيات والخسائر وسرعة إجراء تحريات الأمن الوطني والمباحث الجنائية حول الواقعة. وقتل 7 أشخاص بينهم 6 من الشرطة في انفجارين وقعا يوم الجمعة في الهرم وكفر الشيخ.، حيث أعلنت جماعة متشددة تدعى "حسم" مسؤوليتها عن انفجار الهرم.
وردد أهالي منطقة العباسية، التي شهدت انفجار الكاتدرائية المرقسية، هتافات مناهضة للإرهاب، قائلين: "مسلمين ومسيحيين الإرهاب ملهوش دين". وقال "فاروق"، 56 عامًا، عامل، من سكان محيط منطقة الكاتدرائية في العباسية، أنه سمع صوت انفجار شديد في الساعة العاشرة صباحًا، فأسرع هو وعدد من الأهالي إلى الكنيسة، ووجدو زجاج الكنيسة مهشمًا، وملقى عى الأرض، مشيرًا إلى أنه سمع صوت صراخ من داخل الكنيسة، وعندما دخلوا وجدوا ضحايا من الأطفال، قائلاً: "هو ده الاحتفال بالمولد النبوي؟".
وقال "روماني"، 45 عامًا: "الكنيسة عاملة زي المراجيح، والأمن قاعد على الباب ومش بيفتش، ولا حتى بيسألوا أي حد انت رايح فين ولا جاي منين ". وأضاف: "كنت من ضمن الناس التي دخلت لإقامة الصلاة، وعندما سمعت صوت الانفجار أسرعت إلى الخارج، ثم سقط الزجاج، وتهشمت مقاعد القاعة، ووجدنا 10 أشخاص على الأرض، ولم نعلم إن كانوا مصابين أو متوفين".
وقالت عاملة في مستشفى عين شمس التخصصي إنها كانت ستذهب للصلاة في الكاتدرائية، ولكنها انشغلت بالعمل، وقررت عدم الذهاب، وبعدها أصيبت بحالة من الهستريا ورددت كلمات "كنت هروح معاهم، كنت هروح معاهم". وأكدت سيدة أخرى أنها حضرت من بورسعيد، مع ابنتها التي تدرس في جامعة عين شمس (القريبة من الكاتدرائية)، مشيرة إلى أنها تقيم في شقة مستأجرة تبعد نحو كيلومتر واحد عن الكاتدرائية، وأنها سمعت صوت انفجار شديد وهزة أرضية، فنزلت هي وابنتها من الشقة مسرعة، وشاهدت الأهالي يسيرون نحو الكاتدرائية، فذهبت معهم، وعندما وصلوا شاهدوا الزجاج المكسور.
وأكد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، أن الجناه في حادث تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية لن يفلتوا من العقاب. وأضاف أن وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار، أمر بتشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد وتوقيف الجناة، مشددًا على أنه سيتم توقيفهم أينما كانوا.
وشدد مدير أمن القاهرة على أن وحدة الشعب المصري لن تنكسر أمام محاولات الاٍرهاب البغيضة، التى تحاول النيل من استقرار الوطن، مؤكدا أن رجال الشرطة، سواء كانوا ضباطًا أو أفرادًا أو جنودًا، سيحبطون تلك المحاولات الخسيسة بأجسادهم وأرواحهم، للحفاظ على مقدرات الوطن.