صنعاء-اليمن اليوم
تلقن القوات الجنوبية يوماً تلو الآخر دروساً عظيمة لمليشيات الحوثي الإرهابية وكذلك لعناصر الشرعية الذين يهربون من جبهات الشمال، وذلك بفعل الثبات التي تتمتع به على جبهة الضالع منذ عامين تقريباً من دون أن تسمح للمليشيات المدعومة من إيران باختراقها، بل أنها مازالت مستمرة في تحقيق تقدم عسكري ملموس على أرض المعركة.
في كل تقدم تحرزه القوات الجنوبية في الضالع يصيب مليشيات الحوثي والإصلاح معاً لأن الأولى تتعرض لانتكاسات يومية دفعتها لتغيير خططها العسكرية أكثر من مرة، بل أنها تقوم بحشد المئات من عناصرها كل شهر تقريباً لتعويض الخسائر التي تُمنى بها، وبالتالي تنكشف حيل تقدمها في جبهات الشمال التي تكون بالتنسيق مع مليشيات الإصلاح.
وفي المقابل فإن الشرعية تُصبيها أيضاً الانتصارات التي تحققها القوات الجنوبية في الضالع، لأنها تكشف مدى خيانتها لقوات التحالف العربي وتظهر كطرف ضعيف في المعادلة العسكرية، وهو ما نتج عنه تزايد المقارنات بين المواطنين الذين يلحظون نجاحات القوات الجنوبية مع استمرار فرار عناصر قوات الجيش.
ويرى مراقبون أن القوات الجنوبية نجحت في قطع العديد من المخططات التي كانت تستهدف الجنوب وإحباط نجاحاته، وأن تركيز الحوثي على جبهة الضالع يستهدف كسر أبناء الجنوب بما يمهد لتنفيذ المخططات الإيرانية، وكذلك فإن الشرعية هدفها الأساسي شغل الجنوب عن جبهة الضالع عبر تصعيد الجرائم بحق المدنيين في شبوة وأبين ووادي حضرموت.
تصدت القوات الجنوبية، فجر اليوم الأحد، لهجوم عنيف من مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، جنوبي مدينة الفاخر، بمحافظة الضالع.
وشهدت مواقع القوات الجنوبية، في حبيل العبدي ومحيط لكمة عثمان، اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة، لرد محاولة مليشيا الحوثي التقدم في محيط منطقة المواجهات، وأجبرت القوات الجنوبية، المليشيا الإرهابية، على التراجع إلى مواقع تمركزها.
وتشهد جبهة الفاخر تصعيدا من جانب مليشيا الحوثي، وسط محاولات مستمرة لاستعادة عددا من المواقع الاستراتيجية التي خسرتها في معركة الثامن من أكتوبر الماضي.
زارت قيادة قوات التحالف في العاصمة عدن اليوم الأحد، جبهات القتال في يافع للإطلاع على مدى جاهزيتها العسكرية، والتقى العميد مجاهد العتيبي خلال الزيارة قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة لحج جلال الربيعي؛ للوقوف على آخر التطورات، وذلك بعد أن اندلعت اشتباكات شرسة بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الحوثي في جبهات يافع بمحافظة لحج، أمس السبت.
حبطت القوات الجنوبية، منذ قليل، محاولة تسلل عناصر مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، لجبهة كرش بمحافظة لحج، ولجأت المليشيا الإرهابية، بحسب مصادر ميدانية، إلى استدعاء تعزيزات بمواقعها في خصلة والقاهر شمال غرب حمالة، لتعويض خسائرها.
وعلى جانب آخر نزعت الفرق الهندسية العسكرية للقوات المسلحة الجنوبية في جبهة شمال الضالع كميات كبيرة من الألغام وعبوات ناسفة “مموهة بلون الطبيعة” التي زرعها مليشيا الحوثي في مناطق تم تحرريها شمال الضالع، وبعد طرد المليشيات منها خلال الأشهر الماضية.
وقالت مصادر عسكرية إنّه تمّ نزول فرقة المسح والرصد من، قبل فريق نزع الألغام، وتم إخراجها من مناطق شهدت معارك ضارية شمال الضالع وبجهود حثيثة بذلها الفريق.
وتعمّدت مليشيا الحوثي الموالية لإيران زرع الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة المختلفة والمتنوعة وبشكل عشوائي في الطرقات والمنازل والمزارع بمناطق جبهات شمال الضالع، في محاولة منها لإفشال استكمال عملية تحرير المناطق التي لازالت تسيطر عليها.
وخلال فترة سيطرة المليشيات، تعرضت مناطق واسعة من الجنوب لأكبر عملية زرع ألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث رصدت تقارير حقوقية محلية ودولية زراعة المليشيات أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات المحررة، بينها ألغام محرمة دوليًّا، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.