السلطة الفلسطينية

دعت السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى أوسع نفير ممكن نحو منطقة الخان الأحمر البدوية، قبل يوم واحد من عقد محكمة إسرائيلية جلستها للبت في مصير المكان.

وأعلنت «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» حالة الاستنفار، ونادت الفلسطينيين، عشية جلسة للمحكمة «العليا» الإسرائيلية، إلى المبيت في الخان إلى إشعار آخر.

كما دعت حركة فتح، الفلسطينيين، إلى الوجود الدائم والمكثف في قرية الخان الأحمر، تحسباً لأي قرارات من قبل محكمة الاحتلال وسلطاته.

وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي، «إن فشل مخططات الاحتلال في الخان الأحمر وعلى بوابات المسجد الأقصى المبارك، هو فشل لمخططاته التوسعية في القدس، وإيقاف لمشروعه التوسعي المتعلق بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال. والقدس كانت وستبقى عاصمة دولة فلسطين». وتعقد «العليا» الإسرائيلية جلسة اليوم لمناقشة قرار إخلاء تجمع الخان الأحمر، الذي أعلنته السلطة الفلسطينية قرية جديدة، وهدم بيوته.

وتقدم الفلسطينيون بالتماسات لوقف القرار الإسرائيلي، ووجه عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيليين، مقابل ذلك، رسالة إلى «العليا» طالبوها بعدم التجاوب مع مطالب الفلسطينيين، باعتبار ذلك «نوعاً من الاستسلام».

وكانت المحكمة «العليا» أصدرت في 13 يوليو (تموز)، قراراً بتجميد الهدم حتى 15 أغسطس (آب)، لكن محامين فلسطينيين تقدموا بالتماس لوقف قرار الهدم نهائياً.

ومنطقة الخان الأحمر هي منطقة بدوية تقع على الطريق السريعة 1 قرب مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، القريبتين من القدس، ويعيش فيها نحو 35 عائلة من البدو في خيام وأكواخ.

ووصل سكان المنطقة إليها قادمين من صحراء النقب في العام 1953، وظلوا يعيشون في ظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة حتى قررت إسرائيل طردهم قبل أكثر من 10 أعوام.

ويخوض البدو في المنطقة مواجهة سلمية منذ العام 2009 ضد أوامر سابقة بالهدم. لكن المحكمة الإسرائيلية العليا ردت التماساتهم نهاية مايو (أيار) الماضي وأيدت قرار الهدم، وأعطت الدولة حرية اختيار توقيت تنفيذ ذلك، قبل أن تجمد في وقت لاحقاً القرار حتى منتصف الشهر المقبل.

ويدور الحديث عن ترحيل نحو 200 بدوي من أراضيهم ومنع مئات الطلبة من تجمعات قريبة من الاستفادة من المدرسة التي بنيت في القرية قبل سنوات.

ويحاول الفلسطينيون اليوم بكل قوة ممكنة التصدي لخطة هدم التجمع البدوي، لأنهم يعتقدون أن المسألة متعلقة أكثر بمخطط إسرائيلي يهدف إلى البدء في تطبيق المشروع الاستيطاني المعروف بـ«إي 1»، الذي يتضمن الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، لغرض توسيع المستوطنات في محيط القدس وربطها ببعضها البعض مُشكلة حزاماً استيطانياً من شأنه فصل شمال الضفة عن جنوبها.

ويعتصم هناك مئات من الناشطين الذي حولوا المكان إلى قبلة لكل متضامن مع سكان المنطقة. ويزورها بشكل دائم، مسؤولون فلسطينيون وممثلو فصائل وناشطون وسفراء وقناصل دول أجنبية.

ويقيم الفلسطينيون في المكان فعاليات مختلفة طيلة الوقت، ويؤدون صلاة الجمعة هناك منذ نحو شهر.