لندن - اليمن اليوم
نادراً ما شعر مدرب فريق برايتون السابق كريس هوتون بإغراء نحو المبالغة في التفاؤل، وخلال حديثه أمام حشد من الصحافيين نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بذل المدرب مجهوداً كبيراً للتأكيد على ضرورة عدم الإفراط في الحديث عن المستقبل وإغفال الحاضر. ونجح برايتون باقتدار في الفوز على إيفرتون بنتيجة 1 - 0. وحلق بعيداً عن منطقة الهبوط بفارق 11 نقطة، ومع هذا ظل المدرب حذراً في تصريحاته.
وقال: «نحن الآن في مستوى لا نملك فيه التطلع بأعيننا نحو الأعلى. وسيكون من الرائع بالتأكيد في فترة ما مقبلة أن نفكر على نحو مختلف، لكن أعتقد حتى نصل لهذا الوضع سيبقى لزاماً علينا التفكير بالصورة الحالية». وتكمن مشكلة هوتون في أن رؤساءه الذين يدفعون له راتبه، لم يكونوا على ذات القدر من التحفظ والحذر. ودارت همهمات ظهيرة الأحد الماضي حول أن مستقبله داخل النادي على المحك، وذلك قبل أن يقود فريقه خلال مواجهة أمام مانشستر سيتي.
ومع أن برايتون أصدر بيان استغنائه عن خدمات مدربه بسرعة ملحوظة، فإن حقيقة طرد المدرب في حد ذاتها لم تكن مفاجأة. ولم يتمكن الأداء المشرف الذي قدمه الفريق أمام آرسنال وتوتنهام في الأسابيع الأخيرة، وكذلك حقيقة أن مانشستر سيتي فاز على برايتون بشق الأنفس في دور قبل النهائي في بطولة كأس إنجلترا، في التعتيم على أن مستوى الأداء العام للفريق جاء مروعاً منذ فوزه على إيفرتون بقيادة المدرب ماركو سيلفا. وبدأ برايتون موجة سقوط قاس، وكان هناك انطباع عام بأن التوجه المحافظ الذي ينتهجه هوتون بوجه عام يقيد الفريق ويعوقه.
من جانبه، وفي إطار شرحه لقراره، أشار رئيس نادي برايتون، توني بلوم، إلى فوز الفريق في ثلاث مباريات من إجمالي آخر 23 مباراة خاضها بالدوري الممتاز، ما تركه عند فارق نقطتين عن كارديف الذي هبط. إلا أنه أشار كذلك إلى «مستويات الأداء خلال هذه الفترة»، وكانت تلك إشارة دقيقة إلى مكمن المشكلات الحقيقية التي يعانيها الفريق.
في الواقع، كان تعادل برايتون دونما أهداف أمام ولفرهامبتون واندررز على أرض الأخير الشهر الماضي، نتيجة جيدة في حد ذاتها. وبالنظر إلى أهميتها في إطار المعركة حامية الوطيس الدائرة للفرار من الهبوط، فقد لاقت النتيجة إشادة واسعة من مشجعي النادي. ومع هذا، فإن صيحات الاستهجان التي انطلقت من الجماهير صاحبة الأرض حملت دلالات مهمة. ويقتضي الإنصاف القول بأن الأداء الذي قدمه برايتون خلال المباراة وأخفق في إطاره لاعبو الفريق في تصويب كرة واحدة باتجاه مرمى الخصم، لا يمكن اعتباره ممثلاً للأعوام الأربعة ونصف العام التي قضاها هوتون بالنادي.
ومع هذا، حملت المباراة ونتيجتها أهمية كبيرة بالنظر إلى أن برايتون لم يكن قد سجل هدفاً واحداً طيلة المباريات الخمسة السابقة، واخترقت شباكه ثمانية أهداف دون رد منه خلال مباريات على أرضه بدأ الفوز فيها سهلاً أمام ساوثهامبتون وبورنموث وكارديف. لقد بدا خط هجوم برايتون وكأنه غط في سبات عميق، ولم تكن هناك مؤشرات توحي بأن هوتون قادر على تنشيطه من جديد.
ولمح البعض إلى أن الجلسات التدريبية أولت الأولوية الأولى إلى المجهود الدفاعي لدرجة جعلت مهاجمي برايتون يشعرون بالتهميش. يذكر أنه في موسم 2017 - 2018، في أول موسم يعودون خلاله للدوري الممتاز بعد أن قادهم هوتون من دوري الدرجة الأولى، غالباً ما جاء أفضل أداء هجومي لبرايتون عبر الهجمات المرتدة من خلال لاعبي الجناحين.
من ناحية أخرى، فإنه بغض النظر عمن سيحل محل هوتون، فإنه سيتوقع منه خلق فريق قادر على السيطرة على المباريات ـ على الأقل أمام الفرق التي تبدو في مستواه ـ علاوة على تدعيم القوة الهجومية للفريق.
جدير بالذكر أن صاحب الصفقة القياسية في تاريخ النادي، علي رضا جهانبخش أعاقت مسيرته الإصابة في وقت مبكر من الموسم ولم يحرز هدفاً واحداً حتى هذه اللحظة. أما فلورين أندون فلم يبذل مجهوداً كافياً ليحل محل موراي البالغ 35 عاماً، إضافة إلى عدد من الصفقات الأخرى التي جاء أداء أصحابها مخيباً للآمال مثل يورغين لوكاديا القادم من أيندهوفن في يناير (كانون الثاني) 2018. وتبلغ تكلفة ضم اللاعبين الثلاثة 36 مليون جنيه إسترليني ـ مبلغ يتعذر على برايتون صاحب ثالث أقل ميزانية في الدوري، التعامل معه ببساطة.