بيروت - اليمن اليوم
فى إطار عرض الفيلم فى بيروت أعاد المخرج الفلسطينى رائد أنضونى بناء مركز احتجاز فلسطينى فى أحدث أفلامه الوثائقية "اصطياد أشباح".
ويقول أنضونى، الذى كان نفسه مُعتقلا فى مركز تحقيق المسكوبية بالقدس عندما كان عمره 18 عاما، إن الفيلم محاولة لعلاج مشكلات الماضى فى نفوس المعتقلين السابقين.
وأضاف "فهو فيلم مليان مشاعر، عنف، مودة، غضب، حُب، كأن هذه الساحة التى بنيناها أعطت مجالا للمعتقلين بما فيهم أنا كمعتقل سابق، أنك تفرغ كل المشاعر وكل الذكريات باللاوعى على سنوات العمر حتى بعد خروجك عن السجن.
لأن هذا اسمه اصطياد أشباح، هو البحث عن الشبح الذى يعيش مع السجين أو أى إنسان تعرض لتراوما، بعد سنوات من الحادثة نفسها".
وجمع أنضونى مجموعة من السجناء السابقين الذين جرى التحقيق معهم فى مركز التحقيق ذاته معا، إذ أعادوا بناء السجن من خيالهم، وأوضح أن الفيلم يمثل المعتقلين السابقين باعتبارهم ناجين وليسوا ضحايا.
وقال أنضونى "إحنا اللى عملناه كمجموعة معتقلين، فيه ذكرى معينة عندنا عن مكان قاسى.
إحنا حولنا هذه الذكرى لذكرى بديلة عنها، يعنى إحنا حولنا السجن لقطعة من الفن. فاليوم، لما بأقول لك مركز تحقيق المسكوبية، ماذا يخطر ببالك؟ بأقول لك الفيلم مباشرة مش المعتقل الحقيقى. فكأنه إحنا خلقنا صورة بديلة عن الماضى الكئيب والصعب، خلقنا قطعة من الفن لنشاركها مع الآخرين، فهو تحويل الألم إلى فخر".
وفاز فيلم "اصطياد أشباح" بجائزة أفضل فيلم وثائقى بمهرجان برلين السينمائى الدولى هذا العام.
وقالت ريما مسمار، المديرة التنفيذية للصندوق العربى للثقافة والفنون (آفاق) "فيه هيك نوع من المشاريع كتير مهم بالنسبة لنا إنه ينوجد لأنه عم يقدم وجهة نظر من قلب المنطقة، لأنه عم يحكى عن واقع، عن تاريخ، عن حاضر، عن ماضى، له اليوم كتير صدى وما زال".
ويُعرض الفيلم فى دار عرض سينمائى فى بيروت حتى يوم الثالث من أكتوبر، ويزور أنضونى العاصمة اللبنانية بيروت هذه الأيام لمناقشة فيلمه.