لندن - سليم كرم
رضخ مسؤولو وزارة الصحة البريطانية في النهاية إلى مطالب الرجال المصابين بسرطان البروستاتا بمنحهم أدوية تمديد الحياة في مراحل مبكرة من العلاج ضمن غطاء التأمين الصحي، ما يعني أن نحو 6000 مواطن سيستفيدون من دواء أبيراترون الذي يؤخر الحاجة إلى العلاج الكيميائي لأشهر عدة إن لم يكن لأعوام.
ويقدم هذا الدواء للأشخاص الذين قضوا فترات شاقة في العلاج الكيميائي وبعد استنفاد جميع الخيارات العلاجية الأخرى، ولكن إعلان الخدمات الصحية يعني أن الدواء سيكون متاحًا في مراحل مبكرة من العلاج بعد العلاج الهرموني وقبل العلاج الكيميائي، ورحَّب الخبراء بالقرار واعتبروه انتصارًا كبيرًا للمصابين بسرطان البروستاتا، وقالوا إنه يبرز مشاكل عملية صنع القرار المنظم.
وأصبح الدواء الذي طوره علماء في لندن موجودًا في 95 دولة أخرى قبل أن توافق هيئة الأدوية البريطانية على استخدامه، واستطاع بعض المرضى الحصول عليه في مرحلة مبكرة من المرض في بريطانيا من خلال صندوق أدوية السرطان، ولكنه أعطي فقط لنحو 493 مريضًا العام الماضي من نحو 5900 مريض، وستقوم الخدمات الصحية البريطانية بإعادة تقييم صندوق أدوية السرطان.
وأتى هذا القرار بعد أن أشارت شركة الأدوية جانسن إلى أدلة جديدة حول تأثيره، وتظهر البيانات أن الرجال الذين تلقوا عقار أبيراترون بعد العلاج الهرموني عاشوا أكثر بأربعة أشهر من الذين أخذوا العلاج الهرموني فقط، واستطاع بعض الرجال العيش لمدة أربعة أعوام أكثر مقارنة بالذين لم يأخذوا الدواء قط، ويستطيع الدواء تأخير تطور المرض والحد من الألم وزيادة نوعية الحياة، ووافقت جانسن أيضًا على خفض سعر الدواء بنسبة الخُمس أي من 2930 جنيهًا إلى 2300 جنيه في الشهر.
ووافقت أيضًا على بيع الدواء فقط لهيئة الخدمات الصحية في الأشهر العشرة الأولى من العلاج لأي مريض، وأشار مدير مركز تقييم التكنولوجيا الصحية البروفيسور كارول لونغسون، بقوله "أنا مسرور جدًا من الأدلة الجديدة التي توصي باستخدام عقار أبيراتورن في بداية العلاج، هناك عدد قليل من العلاج المتوافر للمرضى في هذه المرحلة من سرطان البورستاتا، لذلك يعتبر هذا خبرًا مفرحًا".
وأوضح الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن، البروفيسور بول ووركمان، أن "هذا انتصار كبير للرجال في بريطانيا والذين يعانون من سرطان البروستاتا، وهذا يعني أننا سنلحق أخيرًا بركب أميركا وأوروبا واسكتلندا للاستفادة من هذا العلاج في بداية المرض، إنه لشيء رائع أن الرجال الذين يعانون من السرطان في مراحل متقدمة والذين يتلقون العلاج في القطاع الصحي الحكومي سيتلقون هذا الدواء بشكل روتيني مما سيتيح لهم العيش لفترة أطول وتأخير العلاج الكيميائي".
وأضاف ووركمان "الجواب اليوم حقاً جاء جيدًا، ولكني أود أن أحث الهيئة أيضًا على تنفيذ إصلاح مخطط لعمليات تقييم الأدوية في أقرب وقت ممكن لتجنب التأخير المتكرر في الحصول على أفضل العلاج، فحتى اليوم مضت ثلاثة أعوام منذ أن بدأت تقييم استخدام العلاج الكيميائي قبل دواء أبيراترون، إنه أمر محبذ أن تتخذ كل هذا الوقت، وأحث الشركة المصنعة على أن تجد طريقة لجعل العلاج بتكلفة متاحة"، وبيّنت هيذر بليك من مؤسسة سرطان البروستاتا في بريطانيا، بقولها "لقد طال انتظار هذا القرار، وهو خبر رائع اليوم وينهي أعوامًا من عدم اليقين لدى الرجال وذويهم، فبعد 18 شهرًا سمع صوتنا وغيرت الهيئة قرارها، ومع ذلك فإنه لا يمكن أن تستمر الأمور في أخذ وقت طويل حتى يأخذ الرجال ما يحتاجونه".
ويعتبر سرطان البروتسات الأكثر شيوعًا بين الذكور البريطانيين، حيث يصيب 47 ألف رجل ويقتل 10900 رجل كل عام، وأشير هيو عن من الجمعية الخيرية لمعالجة شرطان الروستاتا، بقوله "وأخيرًا بعد عملية طويلة وافقت الهيئة على جعل علاج أبيراترون متاحًا للرجال في وقت مبكر من المرض وهذا يعني أنه سينقذ حياة الكثيرين، ويساعد على إطالة أعمارهم وتحسين حياتهم"، واختتم البروفيسور مالكولم ميسون من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا قائلًا "نحن سعداء أن نسمع أن هيئة الخدمات وافقت على استخدام الدواء قبل العلاج الكيميائي لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا ليأخذوه بعد أول مرحلة من العلاج الهرموني".