واشنطن-اليمن اليوم
انتشرت في أوروبا أخيرًا حملة تشجع النساء على تقبل أجسادهن كما هي، دون الحاجة للرضوخ للمعايير التي يفرضها المجتمع.
والفكرة وراء هذه المبادرة هي "حب وقبول" الجسم كما هو، فلا توجد الحاجة للنساء لإزالة شعر أجسادهن، والسيلوليت ليس سببا لتجنب ارتداء الملابس الضيقة، كما أن حب الشباب أمر طبيعي ولا توجد الحاجة لتغطيته بمستحضرات التجميل.
ونشأت "الحركة النسوية الإيجابية" في الولايات المتحدة كاحتجاج على التمييز على أساس الحجم، وتركز على السيدات اللاتي يتعرضن للتمييز بسبب حجمهن وتشجع البدينات على قبول الأجسام من جميع الأحجام والأشكال، ومع مرور الوقت امتدت الحركة لتشمل خصائص جسدية أخرى: ندوب، ثآليل، أسنان ملتوية، شعر الجسد وغيرها.
تقول رينا رامزيفا وهي إحدى المشاركات في الحملة وتزن 110 كيلوغراما، إنها تحب ارتداء الفساتين القصيرة والضيقة، مشيرة إلى أنها لا تأبه بنظرات الناس لها، فالوزن الزائد ليس سبباً للخجل - على حد قولها.
ووفقا لرينا توفي والداها في حادث سيارة عندما كانت في التاسعة من العمر، ولتخفيف حزنها كانت جدتها تطعمها الكثير من الحلويات، الأمر الذي تسبب في زيادة كبيرة في وزنها.
وقالت رينا :"بصراحة، عندما تجاوز وزني 80 كيلوغراما، قررت عدم ارتداء ملابس السباحةـ وعندما تجاوز وزني الـ 90 كيلوغراما كنت أخجل من مغادرة المنزل! ولكن بعدما تجاوز المئة كيلوغرام أدركت أن الحياة لا يمكن أن تتمحور حول سعرات حرارية زائدة. هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام في هذا العالم".
وردًا على سؤال حول موقف الرجال من وزنها الزائد، أجابت رينا: "في روسيا هناك الكثير من النساء النحيلات. لهذا السبب، يخشى الكثير من الرجال الاعتراف بأنهم يحبون البدينات لأن ذلك قد يجعلهم أضحوكة. والعديد من الأجانب يعتبرونني جذابة".
لطالما اعتقد متابعو الحسناء الروسية ليرا بيريفوزنيكوفا البالغة من العمر 19 عامًا أنها تتمتع ببشرة مثالية بسبب صورها التي كانت تنشرها في حسابها على إنستغرام، ولم يعلم أحد من متابعي ليرا معاناتها من مشكلة حب الشباب، إلا حين قامت بنشر صورة لها بدون كريم الأساس وتعديلات الفوتوشوب.
وقالت :"أعاني من مشاكل وراثية ببشرتي. ذهبت إلى العديد من الأطباء ولكن لم يستطيعوا فعل شيء. لذلك بدأت في إخفاء حب الشباب بوضع طبقات سميكة من كريم الأساس".
وتابعت بقولها :"في يوم من الأيام شعرت أنني لم أعد قادرة على تحمل هذا القناع من كريم الأساس وقررت عدم الاكتراث لرأي الناس".
وأشارت ليرا إلى أن مرحلة جديدة قد بدأت في حياتها وقالت: "لقد تأقلمت مع حقيقة أنني لست مثالية، لكن لا يوجد شيء يدعو للقلق. كل شخص لديه مشاكل في ناحية معينة. وبشكل عام يجب ألا تقلق مشاكل بشرتي أحد غيري".
أوضحت مديرة الحركة النسوية الإيجابية في الشبكات الاجتماعية تايسيا، أنها لم تعد تخجل من أسنانها الملتوية ووجود إصبع سادس لها، وقامت برمي أحذيتها ذات الكعب العالي كما توقفت عن إزالة شعر ساقيها.
أما ليزا بيتروفا فقالت إنها توقفت عن وضع طلاء الأظافر واستخدام الماكياج، موضحة سبب ذلك : "أنا أتعرض للتعرق كثيرا بسبب بدانتي ولهذا اضطر لغسل وجهي عدة مرات في اليوم".
وأضافت: "الحركة النسوية الإيجابية لا تعني الكسل. أستطيع أن أقول إن النساء المشاركات في الحركة يعانين من عدة صعوبات. تقوم وسائل الإعلام والإعلانات بتشكيل نظرتنا للجسم المثالي، وعدم الانجرار وراء المعايير التي يفرضها المجتمع، يحتاج لمجهود كبير".