كأس العالم للأندية

تنطلق بطولة كأس العالم للأندية، الخميس، في أحضان اليابان خلال الفترة من 10 إلى 20 كانون الأول/ديسمبر الحالي، التي تولّت رعاية البطولة لسنوات لم يقطعها سوى عامان في الإمارات، ومثلهما في المغرب، ومرت بطولة العالم للأندية في مراحل عدة حيث ظلّت محصورة لعشرات السنوات، وبالتحديد منذ عام 1962 بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية، تحت اسم بطولة "كأس تويوتا انتركونتننتال".

وتعتبر بطولة عام 2000 الأولى للأندية في الألفية الثالثة، بمشاركة 8 أندية، قسمت لمجموعتين، ضمت الأولى كورينثيانز، وريال مدريد، والنصر، والرجاء، والثانية فرق فاسكو دا جاما، ونيكاكسا، ومانشستر، والفريق الأسترالي، واحتل الفريقان البرازيليان قمة المجموعتين، ليتأهلا مباشرة للمباراة النهائية في ظل عدم وجود الدور قبل النهائي، ويحسمها كورينثيانز (4ـ3) بركلات الترجيح، وكانت المفاجأة الحقيقية، هي سقوط ريال مدريد، في فخ الهزيمة أمام نيكاكسا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث (3ـ4)بركلات الترجيح، كما ودع مانشستر يونايتد البطولة من الدور الأول، بالخسارة أمام فاسكو دا جاما بقيادة روماريو وإدموندو (1ـ3)، وبعد انقطاع دام أربع سنوات عادت فيها المسابقة لنظام كأس انتركونتننتال أقيمت البطولة بنظامها الحالي في اليابان بين أبطال القارات الست لتستحق لقب بطولة العالم للمرة الأولى.

وأكدت فرق البرازيل تفوقها مجددا حيث توّج ساو باولو باللقب بعد التغلب في المباراة النهائية للبطولة على ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا (1ـ0)، وبدأت البطولة بنظام جديد حيث جنبت بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية اللعب في الدور الأول، واقتصرت مشاركة بطلي القارتين على الدورين قبل النهائي والنهائي، وشهد الدور الأول تفوق اتحاد جدة السعودي بطل آسيا، على الأهلي المصري، بطل أفريقيا، على إستاد طوكيو لتكون الهزيمة الأولى للأهلي بعد 55 مباراة بدون هزيمة.

وفاز ساو باولو على الاتحاد السعودي (3ـ2) في نصف النهائي، أما ليفربول فتأهل للمباراة النهائية بالفوز على سابريسا الكوستاريكي (3ـ0)، قبل أن يخسر أمام ساو باولو، الذي حافظ للبرازيل، على اللقب بالفوز على ليفربول، وحاز سيني، لقب أفضل لاعب، فيما تقاسم بيتر كراوتش، وأموروزو، والسعودي محمد نور نجم الاتحاد وألفارو سابوريو لاعب ديبورتيفو سابريسا، صدارة الهدافين، بهدفين لكل لاعب، وشهدت بطولة 2006، تتويج انترناسيونال بورتو أليجري، باللقب بالتغلب على برشلونة الإسباني بهدف نظيف. 

وتألق الأهلي المصري، وحقق المركز الثالث في البطولة، بالفوز أميركا المكسيكي (2ـ1)، واعتلى نجمه محمد أبوتريكة، قائمة الهدافين في البطولة برصيد 3 أهداف، وأحكم ميلان، قبضته على بطولة 2007، بقيادة كاكا، بعد الفوز على بوكا جونيورز الأرجنتيني (4ـ2) في المباراة النهائية للبطولة، وحصل ريد دياموندز على المركز الثالث، بالفوز على النجم الساحلي (4ـ2) بركلات الترجيح، وفي البطولة التالية، ذهب اللقب لمانشستر يونايتد، بعد تغلبه على ليجا دي كويتو الإكوادوري، بهدف سجله واين روني.

وشهدت البطولة مشاركة الأهلي المصري للمرة الثالثة، ليكون بذلك صاحب الرقم القياسي في عدد مرات المشاركة بها، لكنه ودع البطولة بعد هزيمتين، أمام باتشوكا المكسيكي (2ـ4)، وأمام أديليد يونايتد الأسترالي (0ـ1)، وفي عام 2009، انتقلت البطولة من اليابان للإمارات، ونجح برشلونة في الحفاظ لأوروبا على اللقب العالمي بالفوز على استوديانتس الأرجنتيني (2ـ1) في المباراة النهائية.

وشهدت البطولة مشاركة فريق أهلي دبي ممثلا للدولة المضيفة، لكنه خرج صفر اليدين بالهزيمة (0ـ2)، أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في افتتاح مباريات البطولة، واستضافت أبو ظبي البطولة التالية، ونجح الوحدة، في الفوز على هيكاري بالمباراة الافتتاحية (3ـ0)، لكنه سقط بعدها أمام سيونجنام إلهوا تشونما الكوري (1ـ4)، ويودع البطولة، وكان مازيمبي الكونغولي، بطل أفريقيا، هو مفاجأة البطولة، بعدما شق طريقه للمباراة النهائية، قبل أن يخسر أمام إنتر ميلان الإيطالي، بطل أوروبا، في النهائي (3ـ0)، وشهدت بطولة 2011 مشاركة فريقين عربيين هما الترجي التونسي، والسد القطري، ليصطدما مبكرًا، ويفوز بطل آسيا (2ـ1)، قبل أن يخسر أمام برشلونة في قبل النهائي (0ـ4)، لكنه أحرز المركز الثالث، بتغلبه في ضربات الترجيح على كاشيوا ريسول الياباني (5ـ3)، وسحق برشلونة في النهائي، سانتوس البرازيلي (4ـ0)، وشهدت بطولة 2012 عودة الأهلي المصري للمونديال ليصبح مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي، أول فريقين يشاركان في البطولة 4 مرات، وجاء الأهلي في المركز الرابع، بالخسارة أمام مونتيري المكسيكي (0ـ2)، فيما توج كورينثيانز، باللقب بالفوز على تشيلسي (1ـ0)، وفي عام 2013، استضافت المغرب البطولة، بمشاركة فريقين عربيين، هما الرجاء البيضاوي ممثل البلد المضيف، والأهلي المصري الذي شارك للمرة الخامسة.

وشق الرجاء طريقه، في البطولة بنجاح، حتى المباراة النهائية، قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ (0ـ2)، فيما استغل قوانجتشو إيفرجراند الصيني، تراجع مستوى الأهلي وأطاح به من البطولة، وفاز محسن ياجور مهاجم الرجاء، بلقب الهداف، فيما أحرز الفرنسي فرانك ريبيري نجم بايرن ميونيخ جائزة الكرة الذهبية، وللمرة الثانية على التوالي، أقيمت نسخة 2014 من البطولة بالمغرب، بمشاركة المغرب التطواني بطل الدوري المغربي، ووفاق سطيف الجزائري، بطل أفريقيا، لكن التطواني، ودع البطولة مبكرا بالسقوط أمام أوكلاند بركلات الترجيح، ثم أطاح أوكلاند، بوفاق سطيف، من ربع النهائي.

وفاز الريال باللقب، بالتغلب على سان لورنزو (2ـ0)، كما نال سيرجيو راموس، وبيل، لقب صدارة الهدافين، برصيد، فيما نال كريستيانو رونالدو جائزة أفضل لاعب، وعادت البطولة لليابان، خلال نسخة 2015، التي شهدت المشاركة السابعة (رقم قياسي) لأوكلاند سيتي، وشهدت البطولة غياب التمثيل العربي للمرة الأولى في تاريخها، التي توج بلقبها برشلونة بالتغلب في النهائي على ريفر بليت الأرجنتيني (3ـ0) بفضل تألق سواريز، الذي نال أفضل  لاعب في البطولة، بخلاف تصدره قائمة الهدافين بـ5 أهداف، ويأمل ريال مدريد في الحفاظ، على لقب البطولة إسبانيا وأوروبيا من خلال النسخة الجديدة التي تستضيفها اليابان على مدار الأيام المقبلة، والتي تخلو للمرة الثانية على التوالي من المشاركة العربية.