واشنطن - اليمن اليوم
بثت القناة الألمانية الأولى وصحيفة "صانداي تايمز" تقارير حول تفشي المنشطات في ألعاب القوى، كما شككت في أحقية منح ثلث عدد الميداليات الأولمبية بين 2001 و 2012 . ويأتي ذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق بطولة العالم في الصين.
لم تكن التقارير الصادرة مؤخرا عن القناة الألمانية الأولى ARDوالصحيفة البريطانية "صانداي تايمز"، إلا بمثابة تأكيد المؤكد وبرهانا لحقيقة تداولها الجميع وراء كواليس الاتحاد الدولي لألعاب القوى واللجنة الأولمبية الدولية، حتى وإن عبرت ردود الأفعال المعلنة من كلا الجهتين عن "قلق" الغافل عما يدور في بيته. وما زاد من إحراج المسؤولين، هو أن التقارير الإعلامية صدرت قبل ثلاث أسابيع فقط من انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى في الصين، في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
وفي تقريرها الذي بثته يوم أمس الأحد (الثالث من أغسطس/آب 2015)، قدمت القناة الألمانية الأولى (اي.ار.دي) بالصوت والصورة، "اعترافات" لاعبات قوى روسيات بتناولهن لمنشطات النمو. وفي البرنامج الوثائقي الذي حمل عنوان "الملف السري...المنشطات"، تظهر العداءة الروسية ماريا سافينوفا وهي تحذر بأن "(هرمون) برابولان يمكن اكتشافه في الدم إلى غاية 15 يوما"، أما "إيبوطرين فعليك تناوله مدى الحياة". وفي مقطع آخر يسأل شخص مجهول "هل أعددت جسمك بهرمون النمو". وترد العداءة قائلة: "نعم"، "هل يتم اكتشافه؟"، "فقط خلال ثلاثة إلى أربعة أيام (من تناوله)".
ثلث الميداليات مشكوك في أحقيتها
تصدر هذه التصريحات عن بطلة أولمبياد لندن 2012 في سباق 800م، وبطلة العالم عام 2011 وبطلة أوروبا عام 2010. وكذلك عن زميلتها (800م) العداءة أناستازيا بازديريفا التي أقرت بدورها، في تسجيل بكاميرا خفية، أنها تناولت هرمون النمو، قائلة: "من خلال استخدام المواد المحظورة، أصبح لدي عضلات صلبة، لكني استطيع الجري. هذه مسألة صعبة لكن الأمور تسير بشكل جيد. (المتنشط) يشعر بأنه شخص مختلف عند استخدام هذه المواد".
وحصلت القناة الألمانية و"صاندي تايمز" البريطانية على بيانات تخص الاتحاد الدولي لألعاب القوى وتحمل مؤشرات حول تورط نحو ثلث عدد الأبطال المتوجين في سباق التحمل خلال بطولة العالم والألعاب الأولمبية منذ 2001 إلى غاية 2012 بتناول مواد محظورة. وذكرت التقارير أن ثلث عدد الميداليات الموزعة في الألعاب الأولمبية منحت لعدائين يشتبه بتعاطيهم المنشطات. ومجموع هذه الميداليات 146 ميدالية، 55 منها ذهبية. الأمر الذي دفع برئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك إلى التعليق عن التقارير الإعلامية بالقول إن ذلك "يشكل جزءا من حملة تهدف إلى إعادة توزيع الميداليات".
التقارير الأخيرة تشكل فصلا ثانيا للوثائقي الذي تمّ عرضه في ديسمبر/كانون الأول، حيث تمّ فيه اتهام رئيس الاتحاد الروسي لألعاب القوى فالنتين بالاخنيتشيف بالتورط في المنشطات، ما دفعه إلى الاستقالة من نصبه وإلى ملاحقة الاتحاد الروسي للقناة الألمانية الرسمية قضائيا.
وفي ذلك التقرير كشف المحقق في قضايا المنشطات ستيبانوف رفقة زوجته العداءة، وبدعم من المنظمة الروسية لمكافحة المنشطات، تورط عدائين ومسؤولين روس. وفورا أمر الاتحاد الدولي لألعاب القوى والمنظمة الدولية لمكافحة المنشطات بإنشاء لجنة لتقصي حقيقة ما يجري في روسيا، غير أنه وإلى غاية اللحظة لم تصدر أي نتيجة عن اللجنة المكلفة ولا عن الجهات المعنية.
كينيا الغارقة في المنشطات
بالنسبة لكينيا الحاضرة بقوة على منصات تتويج سباقات الماراتون، فقد أكدت التقارير المذكورة أنها غارقة في هرمون النمو المعروف اختصارا بـ"إيبو"، وصورت عدسات الكاميرات الخفية حقنا بمواد "خطرة"، يتعاطاها الهواة من بين العدائين والتي تسببت في حالات وفاة عديدة.
كانت كينيا قد اهتزت أصلا بفضيحة نجمة الماراتون ريتا جيبتو التي تم توقيفها لمدة عامين لنفس الأسباب. وصرحت حينها أنها لم تتعرض ولا مرة في بلادها لفحص طبي. وأوضح الفيلم الألماني كيف استفاد المسؤولون بكينيا ماديا من تحويلات الراعي الأساسي شركة "نايك" الأمريكية. أما الاتحاد الكيني فقد نفى جميع تلك المزاعم مشددا على "نظافة" عدائيه.
الكرة بملعب اللجنة الأولمبية
الآن باتت الكرة في ملعب اللجنة الأولمبية الدولية التي تنتظر في تقرير الكندي ريشارد باوند، المكلف منذ بداية العام الجاري من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بتقصي الحقائق منذ بث الجزء الأول من تقرير القناة الألمانية. وذكر باوند من جهته أن موعد إصدار تقريره كان مقررا ليوليو و سبتمبر، لكنه الآن "بحاجة إلى مزيد من الوقت".
أما رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى لامين دياك، الذي اهتزت صورته منذ مدة بين الأوساط الرياضية، فسيتم تعويضه بأحد المرشحين، وهو العداء السابق سباستيان كوي رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن، أو سيرجي بوبكا البطل العالمي السابق في رياضة القفز بالزانة. ويعتبر الاثنان من أشد المقربين لدائرة صناع القرار. وذكر كوي أن الإتحاد سيتعامل مع هذه الاتهامات "بجدية قوية"، وأنه يبحث عن رد "دامغ ومقنع"، مشددا على أنه سيواصل عمله المشترك مع الوكالة الدولية ضد المنشطات التي دخلت في سباق مع الزمن، لتلميع صورة الألعاب قبل انطلاق بطولة بكين.