زيوريخ - اليمن اليوم
أشار خبراء سويسريون في مدينة زيوريخ إلى أن أسعار الذهب تراجعت نحو 2 في المائة منذ مطلع الشهر الماضي. ولافتوا إلى أن الأسعار بدأت تتراجع بالتزامن مع تقهقر قوة الدولار في أسواق الصرف الدولية في حزيران/يونيو. وقبل 200 يوم، كان سعر أونصة الذهب نحو 1335 دولاراً، أما اليوم، فيبلغ نحو 1220 دولاراً وما دون، كما يسجل خبراء محليون تراجعاً في الطلبات على الذهب في مصفاة شركة "بامب" في الهند، التي تعتبر مع الصين، من أكبر الأسواق النامية المستهلكة للمواد الأولية، ومن ضمنها الذهب.
ويُتوقع أن يتراجع سعر أونصة الذهب إلى ما دون 1200 دولار اعتباراً من مطلع الشهر المقبل. وهذا سقف نفسي قد يدفع الكثير من المستثمرين، بالتعاون مع مجموعات من الوسطاء، إلى بيع حصص كبيرة في أسواق الذهب، علماً أن حجم التداولات بالذهب في الولايات المتحدة كان متواضعاً جداً منذ مطلع الربع الثاني من العام الجاري.
ولفت خبراء معادن ثمينة في مدينة لوزرن، إلى أن مبيعات الذهب خلال الشهر الجاري توطدت تزامناً مع استعادة الدولار شيئاً من قوته. وبصرف النظر عن قوة الدولار أو ضعفه، يُلاحظ أن أسعار الذهب تتراجع وكأنها خرجت عن محور معادلة الجاذبية التي تضعها مع الدولار، في مدار واحد.
ويبتعد المستثمرون في القارة العجوز عن الذهب حالياً، ليس بسبب تراجع أسعاره فحسب، إنما بسبب عوامل أخرى من ضمنها الأرباح القياسية التي تحققها الأسهم، وزيادة المردود على أذون الخزانة في أعقاب التغيير الجذري في سياسات أهم المصارف المركزية في العالم. وتخطط هذه المصارف إلى سحب حوافزها من الأسواق المالية. وبما أن صناديق التحوط (هيدج فاند) تعكس معها الميزان الخاص بأسعار الذهب، أكد محللون في مدينة جنيف، التي تشهد بين فترة وأخرى عمليات بيع وشراء ضخمة لسبائك الذهب، أن تحركات هذه الصناديق في "كوميكس"، وهي أهم سوق للتجارة في المعادن الثمينة في نيويورك، باتت متواضعة جداً، لا بل أن 27 في المئة من القوة المالية لهذه الصناديق تم توجيهها إلى مضاربات استثمارية أخرى.
وسجلت "أكلاشيه"، عملة الولايات المتحدة الأميركية (يو أس مينت) تراجعاً في مبيعات "عملة النسر الذهبية" عيار 22 قيراطاً، المعروفة باسم "أميركان إيغل"، وصل إلى 92 في المائة، في حزيران/يونيو الماضي مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي، لما مجموعه 6 آلاف أونصة. وبيع في الربع الأول من العام الجاري، نحو 193 ألف أونصة منها، وهو أدنى مستوياتها منذ عام 2007. ويعتبر السويسريون من أهم زبائن "عملة النسر الذهبية" الأميركية في القارة العجوز، بالتساوي مع الألمان والهولنديين.