القاهرة _ ندى أبو شادي
تشكّل جزيرة «كوراساو» الوجهة الحلم لهواة الطقس المشمس، إذ تتمتّع بحيازتها شواطئ ساحرة مشكّلة من الرمال البيضاء الناعمة والمياه الفيروزية الدافئة على مدار العام. تعالوا معنا في هذا المشوار للتعرّف إلى جزيرة «كوراساو» التي تعتبر واحة حقيقية للإستجمام والتمتّع بالعطلات برفقة العائلة والأصدقاء.
تحظى جزيرة «كوراساو» بمناخ استوائي، ويسجّل متوسط درجات الحرارة السنوية في خلال النهار 27 درجة مئوية، مع رطوبة تبلغ 76%. ويعتبر شهرا أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) الأكثر حرارةً، وتستفيد البلاد من الشمس لـ228 ساعة شهرياً على الأقلّ، فيما يسجّل هطول أمطار غزيرة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) قد تصل إلى 100 ملليمتر تقريباً في خلال الشهر الواحد. وبما أن «كوراساو» تقع ضمن إطار تاريخي للأعاصير، فهي تنال نصيبها من الرياح القوية والعاصفة والشتاء الغزير في خلال فصل الأعاصير الأطلسية الذي يمتد من أول يونيو (حزيران) حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتبر الفصل الممتد بين 15 ديسمبر (كانون الأول) و14 ابريل (نيسان) هو الأفضل لزيارة هذه الجزيرة.
في سطور
تحتلّ «كوراساو» مساحة 444 كيلومتراً مربعاً، وتحظى بشهرة عالمية واسعة بسبب منازلها الملوّنة. جزيرة بركانية يبلغ طولها 40 كيلومتراً ويتراوح عرضها بين 4 و 8 كيلومترات. عاصمتها «ويلمستاد» Willemstad. تقع مقابل شبه جزيرة «باراغوانا» Paraguana، على بعد بضعة مئات الكيلومترات من بحيرة «ماراكيبو» Maracaibo التي تحتوي على أكبر آبار البترول في فنزويلا. وهي إحدى جزر البحر الكاريبي الست التي تؤلف «الأنتيل» Antilles الهولندية، أمّا الجزر الأخرى، فهي: «أروبا» Aruba و«بونير» Bonaireو«سان مارتان» St.Maartinو«سابا» Saba و«سان أوستاشيو» Sint Eustatius.
ويعتبر «شوتتغات» Schottegat في «ويلمستاد» Willemstad مرفأً طبيعياً حقيقياً بمياهه العميقة، علماً أن هذه الميزة إلى جانب قربه من حقول البترول جعلت منه موقعاً مثالياً لتمركز معمل التكرير أو المصفاة. وتشكّل كلّ من السياحة والصناعة البترولية اليوم ركنين رئيسين من أركان الاقتصاد في هذه الجزيرة، فضلاً عن ازدهار القطاع المصرفي فيها.
ورغم أن اللغة النيرلندية هي اللغة الرسمية للبلاد، لكن اللغة الاسبانية ولغة «بابيامنتو» Papiamento والتي هي عبارة عن مزيج من اللغات المحكية في الجزيرة كالفرنسية والإنكليزية والهولندية والاسبانية، هما اللغتان الأكثر استخداماً في البلاد.
أبرز النشاطات
يمكن ممارسة رياضة الغوص على هذه الجزيرة، ولو أن شهرتها في هذا المجال ليست بقدر جزيرة «بونير» Bonaire.لكن في الإجمال، فإن الغوص يعتبر أمراً سهلاً للغاية، إذ تبقى الرؤية جيّدة على عمق 30 متراً، فيما حرارة المياه لا تتدنى عن 26 درجة مئوية. لكن من المهم إلقاء نظرة على مقياس العمق لتجنب المفاجآت غير السارّة!
ويستطيع الغواصون المبتدئون التوجّه نحو «توبوت» Towboat أو «بلايا لاغون» Playa Lagun حيث سيدهشون أمام روعة الشُعب المرجانية الموجودة على عمق عشرة أمتار وأكثر! أمّا الأكثر خبرة فعليهم التوجّه إلى «بيادرا بترو» Piedra Petru الذي يسمح لهم بإكتشاف جدار رائع من الشُعب المرجانية، فيما هواة المغامرة سوف يسحرون بثراء الاعماق البحرية في الكاراييب، من خلال الغوص من جهة «بلوبال» Blauwbaal.
ويعتبر التعرّف على حوض الأسماك الواقع في «بابور كيبرا» Bapor Kibra جنوب شرق «ويلمستاد» Willemstad نشاطاً ضرورياً لدى زيارة هذه الجزيرة، إذ يضمّ مئات الأنواع من المخلوقات المائية والبحرية.
لا تفوتوا زيارة
- متحف «كورا هولندا» Museum Kur Hulanda:متحف أنتربولوجي يقع في محلّة «أورتبندا» Otrabandaفي العاصمة «ويلمستاد» Willemstad. وهو يستعيد التاريخ الحزين لتجارة الرقيق في العالم الحديث!
- «السوق العائمة» Floating Market: تنظم على الجسر وتقدّم بضائع متعدّدة فنزويلية المصدر، أبرزها المنتجات الغذائية والأشغال الحرفيّة، وذلك على مسافة قريبة من وسط المدينة.
- «جسر الملكة إيما بونتون» Queen Emma Pontoon Bridge: جسر عائم بني في عام 1888، يصل بين ضفتي العاصمة: «بوندا» Pundaو«أورتباندا» Otrabanda.
- متحف «كوراساو» البحريCuracao Maritime Museum:يقع في «فان دور براندهوفسترات» Van der Brandhofstraat في محلّة «شارلو» Scharloo التاريخية، ما يسمح باكتشاف تاريخ وتطور مرفأ «ويلمستاد» Willemstad.
- مغاور «هاتو» Hato: تقع على مقربة من مطار «هاتو» الدولي، وتقدّم درساً حقيقياً في التاريخ الجيولوجي وعلم المعادن. ومنذ افتتاحها في عام 1990، تسمح للزوّار بمشاهدة الرواسب الكلسية المتحجرة في الأسقف وفي أسفل المغاور التي هي في حال تشكّل مستمرة. كما تحوي بعض النقوش التي نحتها سكّان الجزيرة الأوائل أي الهنود المتحدّرون من أمّة «أرواك» Arawak، على الصخور. وعلى مر القرون، كانت هذه المغاور مكاناً للعبادة ولاختباء اللصوص!
- مغاور «بوكا تابلا» Boca Tabla: تقع على الضفة الشمالية الغربية للجزيرة، على مقربة من مدينة «وست بانت» Westpunt. نحتت بواسطة مياه البحر، وتحتضن شجرة «ديفي ـ ديفي» Divi-Diviالمدهشة التي تنمو وفقاً لإتجاه الريح، وهي تعتبر الشجرة الوطنية للجزيرة.