القاهرة _ ندى أبو شادي
في عُمان، وعلى حافة وادٍ عميق بين أحضان سلسلة جبال الحجر المهيبة، يقع "أنانتارا الجبل الأخضر"، أعلى منتجع من فئة الخمس نجوم في الشرق الأوسط. وفيه، تتجلّى «فلسفة العافية» التي تتّبعها «أنانتارا»، الفلسفة التي تعود إلى أصول سنسكريتية قديمة ومتجذّرة في مملكة «تايلاند»، بالتناغم مع التقاليد الثقافيّة الغنيّة في الشرق الأوسط. إذ يقدّم المنتجع «برنامج التوازن»، وهو مفهوم العافية المبتكر من «أنانتارا»، فضلًا عن الاسترخاء والدلال والمتعة بخدمات الـ«سبا» الفاخرة.
تحيط بالمنتجع جبال شاهقة ووديان سحيقة مزيّنة بأشجار التين والزيتون البرّي والرمّان وغيرها، فيجد محبّو المشي في الجبال متعتهم أثناء السير بين أشجار الورد والعرعر. مستلهمين عبق ماض حافل بين قرى هادئة متناثرة على الجبال، ووديان الأنهار الجافة. وبفضل التراث الممتدّ لآلاف السنين في عمق التاريخ، يمكن لمحبّي الثقافة زيارة الكثير من المواقع التراثية القريبة، وتسلّق الجبل المطل على مدينة نزوى. ولمحبي المغامرات، يحلو استكشاف مجاهل الطرقات الضيقة على متن الدراجات الهوائية الجبلية، والاستمتاع بروائع المناظر الطبيعية، أو ممارسة رياضة رمي السهام التقليديّة. وبصحبة المدربين المؤهلين، يمكن للضيوف من جميع الأعمار ومحبي الإثارة والتشويق استكشاف سفوح الجبال بواسطة الـ"كابل" الفولاذي الممتد على طول الجرف، والتقاط الكثير من الصور.
من ممارسة اليوغا على قمّة الجبل مع شروق الشمس، إلى مراقبة النجوم التي تغطّي السماء أو مشاهدة بعض الأفلام الكلاسيكية تحت ضوء النجوم، يمكن لزائر منتجع "أنانتارا الجبل الأخضر" خوض تجارب ممتعة، ولا سيّما في السوق التي تُنظّم مساء كلّ جمعة، وتعرض الأعمال الفنيّة للحرفيين المحليين.
من مرافق المنتجع أيضًا: نادي المراهقين والأطفال المجهز لتوفير وجبات غذائية لهاتين الفئتين، بالإضافة إلى إشراكهما في أنشطة تثقيفية، ومن بينها: الأعمال اليدويّة والرسم والمشي في الطبيعة واستكشاف الأحفوريات البحرية ورواية القصص. ويمكن للأطفال استكشاف روائع المنتجع، تحت الإشراف المباشر للمسؤولين المؤهلين.
يتميّز "سبا أنانتارا" بعلاجاته المتكاملة، التي تجمع بين اللمسة الشافية والنباتات الفعّالة النقية التي تعيد الحيوية والتوازن والصفاء إلى الذهن والجسم على السواء، وتشمل: التدليك والتقشير المحفّز للحواس، وعلاجات الوجه التي تعيد الإشراق إلى البشرة والـ«ماسكات» المغذّية والمُعدّة من المكوّنات المحليّة (الرمّان والورود واللبان).
كما تشمل العلاجات المستوحاة من الثقافة المحليّة «رحلة الرمّان المنشّطة» التي تسخّر خصائص الرمّان المغذّية والمجدّدة للبشرة مع الملح، في إطار علاج منشّط لتقشير الجسم، يكمّله التدليك العربي. وبعد تجربة الحمّام التركي التقليدي، يشعر الضيوف بالانتعاش والتجدّد. أمّا في غرفة ملح الهيمالايا، فيمكن تنقية الجسم، إذ يجتمع في داخل الغرفة المذكورة ملح الهيمالايا وفوائده الموصوفة منذ القِدم والعلاجات الحديثة.