واشنطن ـ رولا عيسى
لم يتسبب الكويكب الهائل الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون عام في انقراض الديناصورات فحسب، ولكن تسبب في تغير جذري في سلوك الثدييات أيضًا، فقد وجدت دراسة جديدة أن الثدييات بدأت فقط العيش والنشاط في وضح النهار بعد انقراض الديناصورات غير الطائرة، كما تُوفر نتائج الدراسة رؤى رئيسية في السلوك المتغير للحيوانات عبر التاريخ.
وقال السيد روي ماور، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد فوجئنا جدا بالعثور على مثل هذا الارتباط الوثيق بين اختفاء الديناصورات وبداية النشاط أثناء النهار في الثدييات، ولكن قد وجدنا نفس النتيجة بالإجماع باستخدام العديد من التحليلات البديلة"، كما وجد الفريق أن أسلاف القرود السيميانية - بما في ذلك الغوريلا والجيبون والتامارين - كانوا من بين أول من يتخلون عن النشاط الليلي تماما.
وهذا الاكتشاف يتناسب جيدا مع حقيقة أن الرئيسيات هي الثدييات الوحيدة التي طورت التكيف لرؤية جيدا في وضح النهار. وأدت هذه الملاحظات إلى تطوير نظرية "عنق الزجاجة الليلية"، والتي تقترح أن الثدييات في وقت مبكر كانت مجبرة على تقييد نشاطهم ليلا لتجنب الصراع مع الديناصورات التي كانت نشطة في النهار. وعندما ماتت الديناصورات كانت الثدييات قادرة على الانتقال إلى النشاط في النهار.
وأوضح البروفيسور كيت جونز، المؤلف المشارك في الدراسة: "من الصعب جدا ربط التغيرات السلوكية في الثدييات التي عاشت منذ فترة طويلة إلى الظروف البيئية في ذلك الوقت، لذلك لا يمكننا أن نقول أن موت الديناصورات تسبب في بدء نشاط الثدييات في النهار، ومع ذلك، فإننا نرى علاقة واضحة في النتائج التي توصلنا إليها"، كما أضاف الأستاذ تمار دايان، المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد قمنا بتحليل الكثير من البيانات عن سلوك ونسب الحيوانات الحية لسببين - أولا، لأن السجل الأحفوري من تلك الحقبة محدود جدا وثانيا، السلوك باعتباره السمة من الصعب جدا أن نستنتج من الحفريات"، في حين يشير الفريق إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم أفضل لشجرة عائلة الثدييات لإعطاء معلومات أكثر دقة عندما يتغير سلوك الأنواع إلى النشاط في النهار.