تلوث الهواء

أشار بحث علمي واسع النطاق، يتناول العلاقة بين تلوث الهواء والإدراك المعرفي، إلى أن التعرض على المدى الطويل لتلوث الهواء يعيق الأداء المعرفي العام لدى الناس، وخصوصاً الكبار منهم.

وكشف البحث، الذي قام به علماء من جامعة بكين في الصين وجامعة ييل في الولايات المتحدة، أن التعرض المتواصل لتلوث الهواء يعيق قدرات الأداء المعرفي (الإدراكي) في اختبارات النطق والرياضيات. وقال العلماء إنه مع تقدم الناس في السن، يصبح التأثير السلبي على مستويات النطق واضحاً جداً، خاصة بالنسبة للرجال.

تضمنت مجموعة عينات الباحثين أكثر من 25 ألف شخص في 162 مقاطعة تم اختيارهم عشوائياً في الصين. واعتمدت الدراسة على مراقبة القراءات اليومية لثلاثة أنواع من الملوثات الهوائية تنتشر في هذه المقاطعات حيث يعيش المشاركون.

وقالت ثريا سماون، من منظمة الأمم المتحدة للبيئة "إن تلوث الهواء يشكل تهديداً كبيراً على الصحة العامة" وشدّدت على أهمية الدراسة في كشفها عما يحدثه هذا التلوث على الأدمغة، خصوصاً لدى الكبار. وأوضح البروفيسور شي تشن، من كلية ييل للصحة العامة أن "الهواء الملوث يمكن أن يقلِّص مستوى التعليم لدى الشخص عاماً كاملاً الى الوراء، وهذا تدنٍ ضخم".

وخلص العلماء أيضاً إلى أن الضرر الذي يلحق بالدماغ بسبب تلوث الهواء يفرض على الأرجح تكاليف صحية واقتصادية كبيرة على الأفراد والمجتمع، كما أشاروا إلى "التأثير غير المباشر على الرعاية الاجتماعية والذي يمكن أن يكون أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقاً".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت سبعة ملايين شخص كل عام بسبب التعرض للهواء الملوث، وأن أكبر ثلاثة أمراض قاتلة مرتبطة به هي السكتة الدماغية وأمراض القلب وأمراض الرئة والسرطان.

وتبين قاعدة بيانات نوعية الهواء في منظمة الصحة العالمية أن 97 في المئة من المدن في البلدان النامية التي يزيد عدد سكانها عن المئة ألف نسمة، لا تلبي المبادئ التوجيهية الأساسية لجودة الهواء في الوقت الحاضر. ومع ذلك، فإن النسبة المئوية أقل بكثير في مدن البلدان ذات الدخل المرتفع.

العالم في مواجهة تلوث الهواء
تتشكل تدريجياً الآن حركة عالمية واسعة تسعى للتصدي لمشكلة تلوث الهواء. "تنفسوا الحياة" هي حملة عالمية، يرأسها "تحالف المناخ والهواء النظيف" ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة، وتساهم في عدد من "مبادرات الهواء النظيف" تغطي 39 مدينة ومنطقة وبلداً، وتنعكس تأثيراتها على حياة أكثر من 80 مليون شخص.

وتقول وكالات الأمم المتحدة المهتمة بالمناخ والبيئة إن تنامي استخدام الطاقة المتجددة والاستثمار في المصادر الجديدة لها، يخلق وضعاً مثاليا لإحداث فرق نوعي كبير في مجابهة تلوث الهواء