الصحف المحلية الصادرة في الإمارات

 تصدر الشأن العربي وقضايا المنطقة اهتمامات افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة في الإمارات، اليوم، والتي تنوعت ما بين المشهدين اليمني والفلسطيني، والمناطق العربية الملتهبة.

وتناولت صحيفة "الوطن" اجتماع وزراء خارجية دول التعاون الخليجي مع نظرائهم الأمريكي والبريطاني ونائب وزير الخارجية الروسي، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت أصبحت فيه أزمات عدد من دول المنطقة هاجساً وشأناً دولياً بامتياز .

وألقت صحيفة البيان الضوء على جرائم الانقلابيين في اليمن، وترويعهم المدنيين الآمنين، والعمل على استدعاء قوى أجنبية بينما تحدثت "الخليج" عن رغبة إسرائيلية في إعادة خلط الأوراق بالمنطقة من خلال استهداف غزة.

فتحت عنوان "مفاوضات أزمات"، قالت صحيفة الوطن ان اجتماع وزراء خارجية دول التعاون الخليجي مع نظرائهم الأمريكي والبريطاني ونائب وزير الخارجية الروسي يأتي في وقت باتت فيه أزمات عدد من دول المنطقة هاجساً وشأناً دولياً بامتياز، لما يمثله إنهاء تلك التطورات الخطيرة من فائدة تصب في دعم الأمن والاستقرار الدوليين.

ونوهت إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات من جميع الأطراف لضرورة تكثيف التعاون والتشاور الدولي للاتفاق على الآلية الواجبة في التعامل مع عدد من الملفات الثقيلة مثل سوريا والعراق ومحاربة الإرهاب واليمن.

لكن الصحيفة قالت إن كان ثابتاً في حالة اليمن الشقيق التوافق على دعم الشرعية ونبذ الانقلابيين وإدانة جرائمهم ومجازرهم وتصرفاتهم، ودعم الحل وفق القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، إلا أن الأمر لا يبدو كذلك تجاه أزمات أخرى مثل سوريا.

ونوهت في هذا الصدد، إلى الخلاف الدولي حول نقاط إنهاء دوامة الحرب الكارثية المجنونة وويلاتها في العام السادس، خاصة على المحور الأمريكي الروسي، وما يمثله هذا الخلاف من ترك الأزمة والصراع مفتوحاً على حاله دون أمد، ومسبباً للكوارث والنكبات وتفاقم مآسي الملايين من أبناء الشعب السوري، في ظل تفشي المليشيات الممولة والمدعومة من إيران بتدخلاتها وما تسببه من ويلات وارتكابها لأفظع المجازر في عدة دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان.

وعادت الصحيفة لتؤكد على أن الاجتماعات الدورية التشاورية بين الأشقاء في دول التعاون أثبتت فائدتها وقربها من الحلول وهي بحكم أنها أعلم من غيرها بأحداث المنطقة فدائماً كانت تدعم الحلول المحقة وتنحاز للشعوب وإرادتها وتتبنى قضاياها وتسوقها دولياً، وتعمل على وضع المجتمع الدولي بحقيقة أحداث المنطقة والآلية الواجبة للحل وإنهاء الأزمات المستفحلة.

ومن هنا، دعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى أن يعي تماماً أن دعم الحلول السياسية القائمة على تكريس وترسيخ حقوق الشعوب لترى النور هو الحل الأمثل والأنجع والأفضل لتجن المضاعفات الخطيرة الناجمة عنها خاصة حيال مسألتين ضروريتين هما الهجرة والإرهاب.

واختتمت " الوطن" افتتاحياتها بالتأكيد على أن المباحثات الدولية كالتي تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة تكتسب أهمية متزايدة للوصول إلى توافقات دولية واسعة تكون داعمة لإنجاز الحلول الواجبة.

من جهتها قالت صحيفة "البيان" تحت عنوان "تحالف ظلامي" ، إن السلطة أعمت الإرهابيين والانقلابيين في اليمن، وجعلتهم يروعون المدنيين ويدمرون المدن.

ولفتت إلى التصريحات الأخيرة للمخلوع صالح والتي تتعلق باستعداده لتقديم قواعد عسكرية في بلاده، لعواصم دولية، معلقة على ذلك بالقول: إن المخلوع يتصرف وكأنه ما زال يحكم ، رغم أن الشعب اليمني ذاته أسقطه عن سدة الحكم، ولم يعد له أي صلاحية.

واعتبرت الصحيفة هذه الدعوة استدعاء لأي قوى أجنبية، من أجل العودة للسلطة، بما يعني أن "الحوثي- صالح" لا يحمل في الأساس أي برنامج يخدم بلادهم، بقدر أن البرنامج شخصي جداً، وفي ثناياه استعداد لتقديم اليمن ضحية على مذبح الإقليم والعالم، ما دام هذا الأمر يؤدي إلى استرداد السلطة.

ودعت "البيان" في ختام افتتاحيتها إلى العمل على تفكيك هذا التحالف الذي ابتلي به الشعب اليمني عبر الانقلاب الظلامي، حماية لأمن المنطقة، وأمن العالم، على حد سواء.

من جهتها، وتحت عنوان "العربدة الإسرائيلية في غزة"، رأت صحيفة "الخليج" أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت بيت حانون في قطاع غزة، تؤشر إلى رغبة في إعادة خلط الأوراق بمنطقة ملتهبة بالصراعات، وهي بذلك تستغل حالة انشغال وانغماس قوى إقليمية وعربية في بؤر التوتر الموجودة في خريطة المنطقة.

ووصفت مبرر إسرائيل في هذا العدوان البربري بانطلاق صواريخ من القطاع بأنه صار مستهلكا ولم ينعد ينطلي على أحد ..وقالت إن العدوان على القطاع متكرر ولم يتوقف في أي وقت، وهو فعل عدوان وقح ومستمر، أدى خلال السنوات القليلة الماضية إلى خسائر كبيرة في الأرواح، وتدمير البنية التحتية الضعيفة أصلاً في القطاع، كما هي حالها في بقية المناطق الفلسطينية.

وأعربت عن أسفها لانشغال العالم بقضايا أخرى يرى أنها أكثر أهمية من غارات الدولة العبرية على الأبرياء في كل فلسطين وليس غزة فقط، لافتة إلى أن الضمير العالمي لم يصح بعد، فمازال، كما كان، يكتفي بمطالبة الجميع بضبط النفس، ويساوي في الأغلب بين الجلاد والضحية.

وعرجت الصحيفة على استغلال إسرائيل لحالة الانقسام السياسي في صفوف الفلسطينيين، والانقسام داخل الصف العربي، لتمارس بطشها وإرهابها كل يوم، فهي تدرك أن الرد على اعتداءاتها لا يمكن أن يصدر إلا بشكل محدود، ومن قبل جهات معينة في الداخل الفلسطيني، إلا أن الرد الحقيقي يأتي من قبل أبناء الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد، الذي يواجه جبروت الآلة العسكرية الإسرائيلية ، والخذلان السياسي الداخلي والعربي معاً.

ووصفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بأنها تأتي في سياق التحدي للإرادة الفلسطينية، فهي تدرك أن عدوانها لن يحقق لها ما تريده من خلال كسر إرادة الفلسطينيين، ولن يخلق معادلة جديدة يكونون فيها عاجزين عن الرد على هذه الاعتداءات.

وخلصت "الخليج" إلى القول بأن غارات إسرائيل على قطاع غزة لن تكون الأخيرة، ولن تتوقف، معتبرة أن الأهم هو حشد الفلسطينيين لقواهم وتوحيد صفوفهم، حتى إن كان ذلك بعيداً عن حسابات السياسيين الذين تتجاذبهم مشاريع شتى.