القاهرة - اليمن اليوم
بعد زواج استمر 6 سنوات.. انتهت حياة الزوجة على يد زوجها "صاحب ورشة"، الزوج قتل الضحية خنقا ليلة عيد الأضحى المبارك داخل شقتهما بإمبابة، ووضع جثتها في حقيبة سفر وألقى بها في قطعة أرض زراعية في منطقة أوسيم.
الجريمة تمت بعدما اعترفت الزوجة لزوجها بأن طفلهما الرابع ليس ابنه ولكنه نجل عشيقها.. ماذا حدث في العقار رقم 83 بشارع محمد نجيب في منطقة إمبابة؟.. وكيف تخلص الزوج من الجثة.. ورحلة البحث عن القاتل التي استغرقت 3 أشهر؟ وجاءت من خلال التحريات والتحقيقات وأقوال الزوج المتهم.
جثة في شنطة سفر
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من صباح يوم عيد الأضحى المبارك في شهر أغسطس/ آب الماضي، ورد بلاغ إلى رئيس مباحث مركز أوسيم، من المقدم أحمد ربيع بالعثور على جثة في حقيبة سفر، وانتقل رئيس المباحث، بصحبة اثنين من معاوني المركز، إلى مكان البلاغ، وتبين من خلال المعاينة أن الجثة لربة منزل في العقد الثاني من عمرها، ولا تحمل أي بيانات شخصية تحدد هويتها، وفي جسدها أثار كدمات وخنق على الرقبة، مما يؤكد وجود شبهة جنائية في الواقعة.
أخطر المقدم أحمد ربيع اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ، وعلى الفور انتقل بصحبة اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة والعميد عمرو طلعت رئيس مباحث القطاع، إلى مكان الواقعة، وبدأت القوات في مناقشة عدد من الشهود للوصول إلى أي شخص شاهد "الجاني"، أثناء إلقاء الجثة، واستجوبت القوات سائقي الميكروباص، وسائقي التوك توك في المنطقة، ولم تتوصل إلي أي شاهد يدلي بأي معلومات عن "الجاني"، الذي ألقى بالجثة.
تشريح الجثة وفحص بلاغات التغيب
وعقب الانتهاء من المعاينة أخطر اللواء مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وانتقل رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، وناظرت النيابة الجثة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وعقب الانتهاء من إجراءات النيابة العامة عقد اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، اجتماعا موسعا مع ضباط مباحث وحدة مركز أوسيم، وإدارة البحث الجنائي بالقطاع، وبدأ فحص بلاغات التغيب في المركز وأقسام الشرطة المجاورة وفحص رواد وسكان المنطقة وإعادة مناقشتهم مرة أخرى وعقب ذلك انطلق فريق البحث الذي ضم كل من العميد عمرو طلعت رئيس مباحث القطاع، والعقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم أحمد ربيع رئيس مباحث أوسيم.
وبدأت القوات في فحص بلاغات التغيب، وعلى مدار 3 أشهر توصلت القوات إلى بلاغ تغيب من صاحب ورشة تصليح ثلاجات يدعى "مدحت. ش" 32 سنة، مقيم في العقار رقم 83 بشارع محمد نجيب في منطقة إمبابة، بتغيب زوجته تدعى "ولاء" 24 سنة، عن المنزل في وقت معاصر للعثور على الجثة، وتم استدعائه واستدعاء أسرتها التي تعرفت على الجثة، وأكدت أنها الفتاة المختفية، وأنها متزوجة منذ 6 سنوات من وزجها وبينهما خلافات شخصية بسيطة لا تصل إلى جريمة القتل.
الطفل الرابع مش ابنك.. ابن عشيقي
عقب الانتهاء من مناقشة أسرة المجني عليها تم عمل التحريات اللازمة حول الزوج، وتوصلت تحريات المباحث إلى بعض المشاهدات له أثناء استقلاله توك توك متجها إلى منطقة أوسيم في وقت معاصر للجريمة، وتم استدعائه لمناقشته ومثل الزوج المشتبه فيه الواقعة أمام اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث.
وبهدوء تام اعترف بارتكاب الواقعة وجاء في محضر الشرطة أن المتهم كشف عن تفاصيل الجريمة كاملة قائلا: "أنا كنت بشك في سلوكها كانت بتكلم شاب في التليفون.. أخدت منها التليفون ومنعتها تتكلم.. ويوم وقفة عرفات دخلت الشقة لقيتها بتتكلم مكالمة جنسية مع شاب.. قلت ليها ليه كده.. شتمتني.. وقالت لي إن طفلنا الرابع مش ابني.. ابن عشقيها.. محستش بنفسي.. فضلت اضرب فيها وخنقتها لحد ما ماتت.. وبعدين فكرت في التخلص من الجثة.. حطيت جثتها في شنطة سفر.. واخدت توك توك أول يوم العيد ورميت جثتها في أوسيم.. مكنتش عايز أقتلها.. دمرت حياتي كلها".
حبس 4 أيام
عقب تسجيل اعترافات المتهم أمر اللواء إيهاب مختار حكمدار الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت نيابة الحوادث، وتم اقتياد المتهم إلى النيابة، ومثل أمام محقق النيابة الواقعة، وشرح ملابسات الواقعة مرة أخرى، وتم تسجيل الاعترافات له بالصوت والصورة، أثناء تمثيل الجريمة، وأصدرت النيابة تحت إشراف المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، قرارا بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.