القاهرة - اليمن اليوم
اعتادت دينا هشام (اسم مستعار) استقلال "الميني باص" منذ أعوام للوصول إلى مكان عملها في موعدها المحدد، مضايقات كثيرة كانت تتعرض إليها حاولت دائمًا تتصدى لها خلال تنقلها عبر وسائل المواصلات، ليتنامى داخلها شعور بالغضب والاشمئزاز أفرغتهم تجاه رجل تحرش بها.
روت الفتاة العشرينية تفاصيل الموقف المزعج الذي تعرضت له على يد عجوز خمسيني التقته داخل ميني باص خلال تصريحات صحافية، وبيّنت أنه يبدو من هيئته بأنه يعمل في البناء، جاء مكان مقعده وراءها، وبعد دقائق بدأت تشعر بيده تحاول تحسس جسدها، ظلت في البداية تكذب نفسها، حتى نظرت إليه وترسخت ملامحه في ذهنها "كان عامل نفسه عبيط وباصص للسقف".
صاحب "دينا" شعور بالندم بعدما نزلت من الميني باص، فهي ما زالت لم تأخذ حقها بعد، وبعد مرور أسبوع واحد على الحادث، أعطاها القدر فرصة أخرى حينما استقلت ميني باص من نفس المنطقة التي اعتادتها، فاستقل معها الشخص ذاته، فملامحه باتت محفورة داخلها، وجاءت الصدفة لتجلس بذات المكان ويجلس هو الآخر وراءها، دقائق قليلة كانت كفيلة لفضح أمره وقتها أمسكت "دينا" بيده المقتربة من جسدها.
ظلت الفتاة العشرينية توجّه له صرخات وألفاظ نابية، بينما تظاهر الخمسيني بالذهول "فضل يقول لي هو أنا عملت لك إيه"، حالة من العصبية انتابت الفتاة العشرينية وسط سكوت من حولها في الميني باص، وحينما هددته باصطحابه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر، أخبرتها سيدة مسنة بأنها ستأتي معها للإدلاء بشهادتها "تقريبا الست دي هي اللي قررت تساعدني وتقول لكل البنات اللي طالعة تركب خلي بالكم في واحد قاعد ورا مش كويس".
تأثرت الفتاة العشرينية بما وقع معها، حاولت أن لا تستقل بعد ذلك الموقف أي وسيلة مواصلات أخرى حتى استطاعت شراء سيارة خاصة بها، لإنجاز مهامها، "المواصلات بقت حاجة غير آدمية، علشان كده جبت عربية".
قد يهمك أيضًا: توقيف الفتاة التي رقصت أعلى سيارة في طريق صلاح سالم
أول مركز للدفاع عن النفس في الأردن للنساء لحمايتها من التحرش في الشوارع