القاهرة _ محمد عمار
عاشت سها سليمان كأي فتاة تبحث عن تحقيق الذات، ولكنها أصيبت بشلل الأطفال ولم تستسلم لذلك بل تغلبت على هذه الإعاقة واستكملت تعليمها وحصلت على دبلوم تجارة بتقدير مرتفع والتحقت بمعهد الكمبيوتر وحصلت على البكالوريوس، وأثناء دراستها في المعهد قامت بعمل مركز تجميل حريمي في منطقة نشأتها حي الأزهر، وعن هذه التجربة قالت إنها لم تفكر في الاستسلام للمرض بل فكرت في تحقيق ذاتها ونجاحها، موضحة أنها عملت مركز تجميل حريمي واشتهرت أنها أفضل من قام بعمل مكياج للعرائس، الأمر الذي جعلها تحصل على كورس في اللغة الفرنسية للتواصل مع مجموعة من أصدقائها في فرنسا للتعرف على الجديد في عالم المكياج.
موضحة أنها دائما ما تنظر إلى تحقيق الأفضل في عملها وحياتها مشيرة أنها تستعد للزواج من شاب يعمل مهندسا تعرفت عليه أثناء ما كانت تقوم بعمل مكياج لشقيقته الكبرى في فرحها، موضحة أن على الإنسان ألا يتوقف عند حدث في حياته، ولكن عليه أن يمضى قدما في حياته ويحقق ذاته، وأشارت سها إلى أنها سوف تقوم بعمل مركز تجميل رجالي خلال المرحلة المقبلة، وسيعمل فيه متخصصين في هذا المجال.
وأكدت أن طموحها ليس له حدود مضيفة أنها تغلبت على شلل الأطفال من خلال ممارستها للعلاج الطبيعي بشكل دائم، بحيث أن كل من يراها لا يعلم إصابتها تماما، مؤكدة أن الطاقة الإيجابية التي تكون في أي إنسان كفيلة بأن تجعله يحقق كل النجاحات التي يبحث عنها ويريد تحقيقها، وأشارت سها إلى أنها تمرن الآن نحو 6 فتيات على عملها ولا تبخل عن أي أحد بمده بالخبرة في مجال عملها مشيرة أن هناك مجموعة من جيرانها تعلموا منها عمل التجميل وأصبحن يستقلون بعملهم الخاص، مشيرة إلى أنها تسعد كثيرا في أن ترى فتاة تعلمت منها العمل وأًصبحت ناجحة هي الأخرى، موضحة أن حب الخير للناس هو ما تربت عليه مع والدها ووالدتها أطال الله في عمرهما، وعن أِصدقائها أوضحت أن لديها شقيقتان وشقيق تزوج الشقيقان، أما الشقيق فهو في الثانوية العامة علمي ويريد أن يصبح دكتور تجميل.