الطفلة آية الصوفي

استطاعت الطفلة آية الصوفي ولوج عالم الفن من بابه الواسع من خلال لوحات تبرز ليس فقط موهبتها في الرسم، بل أيضا تعكس قوة إرادتها لكسر جدار الصمت بشأن مرض التوحد، رغم صغر سنها الذي لم يتجاوز بعد الـ12 سنة. وبفضل استيعابها الكبير لعالم الألوان، تمكنت هذه الفنانة المنحدرة من مدينة آسفي من إثارة اهتمام عشاق الفن التشكيلي من خلال رسومات تحمل مجموعة من الأشكال المنجزة بواسطة الكمبيوتر، تغوص في العالم الخيالي للرسومات المتحركة، وذلك بلمسات جميلة مستلهمة بدقة وبراعة من مختلف مواقف الحياة. ومن خلال النظرة والابتسامة، تعبِّر آية الصوفي عن مشاعرها ومعاناتها اليومية وتبرز بدقة أحاسيسها العميقة تجاه عالمها الصغير، الذي تغمره بالدعابة والمرح.

متسلحة بالصبر، تواجه هذه الطفلة المشاكل التي يعاني منها أقرانها من الأطفال مرضى التوحد، لتجد لنفسها فسحة للاستمتاع بلحظات قوية أثناء إنجاز أعمالها، وتطوير مستوى التواصل مع محيطها الخارجي، وربط علاقات مبنية على التبادل والتقاسم. وخلال السنة الجارية، وبعد محاولات فاشلة للولوج إلى إحدى المؤسسات التعليمية في المدينة، استطاعت هذه الفتاة الاندماج في  عالم  التعليم، رافعة بذلك أحد التحديات الكبرى التي تواجه الطفل المصاب بالتوحد، والمتمثلة في الاندماج السلس داخل المجتمع.